الكلمة الطيبة في القرآن.. أستاذ بالأزهر: هي مفتاحٌ الجنة لهذا السبب

يغفل الكثيرون عن فضل وأهمية الكلمة الطيبة، فهي مفتاحٌ للجنة وهي التي امتدحها القرآن الكريم، فما هي أهمية الكلمة الطيبة وأجر قائلها؟
الكلمة الطيبة في القرآن
تقول الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ ورئيس قسم الفقه بجامعة الأزهر، إنّ الكلمة الطيبة لها أثر إيجابي على النفس، وكذا على المجتمع، وذلك بالأقوال والأفعال.
واستدلت بما قاله الله سبحانه تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾ [إبراهيم: 24 – 25]، مشيرة إلى أن الكلمة الطيبة هي شهادة التوحيد، وفروعها تشمل الإيمان والعمل الصالح، والأخلاق الفاضلة.
وقيل: إن الكلمة الطيبة هي النخلة التي يعود خيرها على الجميع، فالكلمة الطيبة تُنتج ثمرًا نافعًا في كل وقت، وينتفع بها الناس.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾» [رواه مسلم].
وعنه أيضًا قال: قال النبي ﷺ:«الكلمة الطيبة صدقة» [متفق عليه: البخاري، مسلم]. وفي ذلك توجيه نبوي إلى فعل الخير، إمّا بالصدقة والمعروف ولو بالقليل، لقوله ﷺ: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» [متفق عليه: البخاري، مسلم]، وإمّا بالكلام الطيب، فالتسبيحة صدقة، والتحميدة صدقة، والتهليلة صدقة.
قال ابن بطّال: وجه كون الكلمة الطيبة صدقة أنّ إعطاء المال يُفرِح به قلبُ مَن يُعطاه ويذهب ما في قلبه، وكذلك الكلام الطيب.
وأكدت أنه الواجب أن يشغل الإنسان لسانه دائمًا بذكر الله، وألّا يخرج منه إلا الكلام الطيب. فقد رُوي أنّ النبي ﷺ قال: «لا تُكثِروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس عن الله القلب القاسي» [رواه الترمذي وقال: حديث غريب].
فالكلمة الطيبة تُسِرّ السامع، وتؤلّف القلوب، لأنها تترك أثرًا طيبًا في نفوس الآخرين. قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83].
وعن عُقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك» [رواه الترمذي وقال: حديث حسن].
الكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان
وشددت على أن الكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان، وهي سِمة من سمات المؤمنين الصالحين. فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يتحلَّوا بالكلمة الطيبة؛ لأنها تخلق بيئة من الودّ والتفاهم، فضلًا عن أنها تكسب صاحبها الأجر والثواب.