الدويري: المصالحة الفلسطينية ليست أولوية في ظل الوضع الحالي

أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، أن الأولويات الفلسطينية تغيرت بشكل جذري بعد أحداث طوفان الأقصى، مشيرًا إلى أن مصر بدأت جهودها منذ 21 أكتوبر 2023 للتعامل مع الأزم ، جاء ذلك خلال استضافته ببرنامج "الجلسة سرية" الذي يقدمه الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر على شاشة "القاهرة الإخبارية".

وأشار الدويري إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي عقد مؤتمر القاهرة الدولي للسلام ووضع رؤية شاملة لحل القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن التركيز الآن منصب على وقف الحرب وتأمين هدنة شاملة وتقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين ،وأضاف: "اتفاق الهدنة الذي طرحته مصر في ديسمبر 2023 أصبح الأساس لكل الجهود اللاحقة، ونحن نحارب من أجل وقف الحرب وتبادل الأسرى، وهذه هي الأولوية المطلقة الآن".

وقف الحرب على رأس الأولويات

أوضح الدويري أن المصالحة الفلسطينية لم تعد من الأولويات الحالية، قائلاً: "الأهم الآن هو وقف الحرب، وتأمين الهدنة، وتقديم المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى انسحاب إسرائيل من محور فلادلفيا ومراج والمناطق الأخرى". وشدد على أن لقاء الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في واشنطن قبل أيام أعاد رسم ملامح الوضع في المنطقة، ما أعطى الأولوية لمسار تهدئة شامل قبل أي خطوات أخرى.

إصلاح السلطة الفلسطينية ضرورة عاجلة

وفيما يخص السلطة الفلسطينية، أكد الدويري أن إصلاحها أصبح أمرًا بالغ الأهمية لضمان استقرار الوضع الفلسطيني، مشيرًا إلى جهود الرئيس السيسي والوزير حسن رشاد بالتنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وأضاف أن هذه الجهود تبلورت يوم 4 مارس الماضي خلال مؤتمر القمة العربي الطارئ في القاهرة، حيث أعلن الرئيس عباس عن عودة المفصولين إلى حركة فتح، لتكون هذه الخطوة محورًا رئيسيًا في مسار المصالحة الفلسطينية.

وأشار الدويري إلى أن تعيين نائب لرئيس السلطة الفلسطينية واستعداد السلطة لإجراء الانتخابات يمثلان خطوات محورية نحو استعادة وحدة الصف الفلسطيني، لكنه شدد على أن هذه الإجراءات تأتي بعد تحقيق الاستقرار ووقف الحرب، مما يعكس تغيير الأولويات في المرحلة الحالية.

رؤية مصر لحل الأزمة الفلسطينية

واختتم الدويري تصريحاته بالتأكيد على أن مصر مستمرة في جهودها لتقديم حلول عملية للأزمة الفلسطينية، مع التركيز على الهدنة ووقف الحرب، مؤكدًا أن الأولوية الآن هي حماية الشعب الفلسطيني وضمان تقديم الدعم الإنساني، قبل أي خطوات سياسية مثل المصالحة الداخلية أو الانتخابات.