شوقي علام: فقه الواقع ركن أساسي لإصدار الفتاوى الشرعية

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن فقه الواقع يعد ركنًا أساسيًا لاكتمال عملية الفتوى وإصدار الأحكام الشرعية، مشددًا على أن الفتوى تقوم على ثلاثة أركان متكاملة: فقه النص، وفهم الواقع، وفقه التنزيل.
فقه النص: أساس الفتوى الشرعية
وأوضح علام، خلال حوار له مع قناة "الناس"، أن فقه النص يتعلق بإدراك الأدلة الشرعية وفهم مراميها وسياقاتها، وهو الركيزة الأساسية التي يقوم عليها أي حكم شرعي،وأضاف أن دراسة النصوص الشرعية وحدها لا تكفي لإصدار الفتوى، بل يجب أن تتكامل مع فهم الواقع الذي يُطبق فيه الحكم لضمان دقة وملاءمة الفتوى.
فقه الواقع: مراعاة الظروف والمجتمع
وأشار مفتي الجمهورية السابق إلى أن فقه الواقع يعني فهم المجتمع والظروف المحيطة به، مؤكداً أن الواقع يختلف من مكان لآخر ومن زمن لآخر، وأن الفتوى يجب أن تراعي هذه المتغيرات ، واستشهد علام بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند قدومه إلى المدينة المنورة، حيث واجه بيئة مختلفة عن مكة، مما أدى إلى ظهور عقود جديدة لتلبية حاجات الواقع المختلفة.
وأوضح أن فهم الواقع ليس مجرد معرفة سطحية، بل يتطلب دراسة معمقة للبيئة الاجتماعية، والعادات، والتقاليد، والظروف الاقتصادية والثقافية التي يعيشها الناس، لضمان أن تكون الفتوى متوافقة مع احتياجات المجتمع وتطلعاته.
فقه التنزيل: تطبيق الأحكام على الواقع المعاصر
أما الركن الثالث، وفقه التنزيل، فيمثل العملية الفنية التي تحدد كيفية تطبيق الحكم المستفاد من الأدلة الشرعية على الواقع المعاصر ،وأكد شوقي علام أن فقه التنزيل يربط بين النص الشرعي وواقع الناس بطريقة عملية، بحيث تكون الأحكام الشرعية قابلة للتطبيق دون تجاوزات أو تشدد غير مبرر.
فهم الواقع المصري: مزيج من التاريخ والثقافة
ولفت المفتي السابق إلى أهمية فهم الواقع المصري بشكل خاص، مشيرًا إلى أن هذا الواقع نتاج أبعاد تاريخية طويلة وامتزاج ثقافي وحضاري انعكس حتى في مفردات الحياة اليومية، بما في ذلك الكلمات المستعارة من لغات وثقافات متعددة، بما فيها اللغة الفرعونية القديمة.
وأضاف أن المفتي لا يمكنه بمفرده إدراك كل تفاصيل الواقع، بل يحتاج إلى التعاون مع متخصصين في التاريخ والاجتماع والاقتصاد لفهم خفايا المجتمع المصري وشخصيته وعاداته وتقاليده ، وأكد أن هذه المعرفة الدقيقة تمثل الأساس لتقديم فتاوى واعية ومتوازنة تعكس الدين والواقع معًا، بما يضمن احترام النص الشرعي وتحقيق مصلحة الناس في حياتهم اليومية.