عاجل

خبير: الإغلاق الحكومي يضاعف أزمات الموازنة ويزيد الانقسام الحزبي في أمريكا

أمريكا
أمريكا

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية خطيرة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشددًا على أن كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، أصبحا أمام مسؤولية مباشرة تجاه الرأي العام الأمريكي الذي يتابع انعكاسات الأزمة على حياته اليومية.

توقف الموظفين الفيدراليين

وأوضح أحمد سيد أحمد، خلال مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن ما يزيد عن 750 ألف موظف فيدرالي قد توقفوا عن العمل في قطاعات حيوية تمس حياة الملايين من الأمريكيين ، وأشار إلى أن الإغلاق الحكومي سبب شلل جزئي في مؤسسات الدولة انعكس على خدمات عامة مهمة، وهو ما أدى إلى زيادة تبادل الاتهامات بين الديمقراطيين والجمهوريين حول من يتحمل مسؤولية الأزمة الراهنة.

صراع حول الموازنة العامة

وبين خبير العلاقات الدولية، أن الإغلاق الحكومي يعكس بوضوح حالة الاستقطاب السياسي الحاد بين الحزبين، لافتًا إلى أن الخلافات تتركز حول الموازنة العامة وسياسات الإنفاق ، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومعه الجمهوريون، يضغطون بقوة باتجاه خفض الإنفاق الحكومي، وقد اتخذوا بالفعل خطوات شملت تسريح موظفين فيدراليين وتقليص برامج أساسية مثل برنامج "أوباما كير" الذي من المقرر أن يتوقف العمل به هذا العام.

خلافات حول الرعاية الصحية والهجرة

وأضاف سيد أحمد، أن أبرز نقاط الصراع بين الحزبين تتمثل في برامج الرعاية الصحية، إذ يتمسك الديمقراطيون بضرورة استمرارها وتطويرها، بينما يعارض الجمهوريون تخصيص اعتمادات ضخمة لها ،كما يرفض الجمهوريون بشكل قاطع تمويل برامج لدعم المهاجرين غير الشرعيين، وهو ما يزيد من حدة الخلاف مع الديمقراطيين الذين يطالبون بسياسات أكثر مرونة تجاه الهجرة.

تجارب سابقة للإغلاق الحكومي

ولفت خبير العلاقات الدولية، إلى أن الإغلاق الحكومي ليست جديدة على الولايات المتحدة، حيث شهدت البلاد أكثر من إغلاق حكومي في السابق، من بينها ثلاث مرات خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وكان أطولها قد استمر 35 يومًا بين عامي 2018 و2019 ، لكنه شدد على أن الوضع الحالي أكثر تعقيدًا نتيجة تراكم التحديات الداخلية والخارجية.

الدين الأمريكي والتحديات الاقتصادية

وأشار سيد أحمد، إلى أن الإغلاق الحكومي تتزامن مع تفاقم أزمة الدين الأمريكي الذي تجاوز 36 تريليون دولار، إلى جانب استمرار الحرب التجارية بين واشنطن وعدد من الدول الكبرى، وهو ما يضع الاقتصاد الأمريكي أمام ضغوط متزايدة ، كما أضاف أن استمرار الجدل حول سياسات نشر الحرس الوطني وقضايا الهجرة يزيد من حالة الانقسام داخل المجتمع الأمريكي.

تأثير مباشر على الانتخابات

وأكد خبير العلاقات الدولية، أن استمرارالإغلاق الحكومي سيؤدي إلى تفاقم حالة الاستقطاب السياسي وتراجع معدلات النمو الاقتصادي، ما قد يترك بصمات واضحة على المشهد الانتخابي المقبل، فالأزمة لا تتوقف عند حدود المؤسسات الحكومية، بل تمتد إلى التأثير على ثقة المواطن الأمريكي في قدرة النظام السياسي على إدارة التحديات الراهنة.

تم نسخ الرابط