ما هو الخط الأحمر الذي يرسمه ترامب بشأن رد حماس على خطة السلام؟

مسارات شديدة الضيق وهوامش تكاد تكون معدومة تواجهها حركة حماس في سعيها لإيجاد رد مناسب على مقترح السلام الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبين ضغط عسكري يفتت أوصال غزة، وآخر سياسي من واشنطن يتمثل في "خطوط حمراء" وضعها ساكن البيت الأبيض، يمر الوقت سريعًا وتزداد الحاجة الملحة للإجابة.
وتضع الاحتمالات التي تواجهها حماس أمام مأزق وجودي، حيث إن القبول بمقترح ترامب قد يفسر على أنه "نعم" استسلامية تُفقدها شرعيتها، بينما الرفض التام قد يبدو كـ"لا" انتحارية تفتح أبواب جحيم لحرب أشد ضراوة، وبين هذا وذاك، تحاول الحركة المناورة ضمن هوامشها الضيقة، ساعية إلى إدخال تعديلات على بعض بنود خطة السلام، حيث "يكمن الشيطان في التفاصيل".

رد حماس على الخطة: نحتاج إلى بعض الوقت
حماس أبدت تحفظًا على المهلة الزمنية المحددة بأربعة أيام للرد، معتبرة أنها غير كافية لتنفيذ أحد البنود الرئيسية وهو الإفراج عن 48 رهينة، وفي ظل تلك المهلة الضيقة، أبلغت الحركة الوسطاء بأنها بحاجة إلى تمديد الوقت لمناقشة أحد أكثر البنود حساسية، وهو المتعلق بنزع سلاح جناحها العسكري، كتائب القسام، وهو بند يلقى معارضة داخلية ملحوظة داخل صفوف الحركة.
وفي المقابل، جاء الرد الأمريكي واضحًا؛ حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حدد "خطًا أحمر" يتعلق بتسلّم الرد من حماس، دون توضيح ما إذا كان هذا التحذير يشمل المهلة الزمنية فقط أو يمتد إلى مسألة نزع السلاح أيضًا.
ورغم هذا الغموض في التفاصيل، إلا أن المراقبين يرون أن الإدارة الأمريكية متمسكة بشكل صارم بشرطَي الوقت ونزع السلاح، وهما بندان رئيسيان في خطة السلام، التي صاغها ترامب وفريقه في وثيقة من 20 بندًا نالت إشادات دولية واسعة، ومن هذا المنطلق، فإن أي رفض من جانب حماس سيقابل برفض أمريكي حاسم.
خيارات محدودة ومشهد معقد
وفي ظل المعطيات الراهنة، تبدو الخيارات أمام حماس محدودة للغاية. فهي إما أن تقبل بالخطة وتسلّم السلاح مقابل وقف الحرب، أو ترفض وتدخل في حرب جديدة أشد تعقيدًا من كل سابقاتها، قد تشكّل "بوابة جحيم" إسرائيلية مفتوحة على قطاع غزة. وعليه، تبقى الساعات المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل الحركة ومستقبل الحرب التي أكلت ما تبقى من حياة الغزيين.
وفي وقت سابق ، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة مع شبكة "ون أمريكا اليوم"، بأن الولايات المتحدة تخوض حربًا ضد "محاربين غير شرعيين" متمثلين في عصابات المخدرات بمنطقة الكاريبي.
وقال ترامب: "قمت بما لم يفعله أحد، أوقفنا سبع حروب، وقد تكون الثامنة على الأبواب"، مشيرًا إلى أن حل النزاع في الشرق الأوسط بات ممكنًا بعد آلاف السنين من التعقيد، مضيفًا بثقة: "سنحقق سلامًا شاملًا وسنحصل على أكثر من غزة".

وتابع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته بالقول إن ملف غزة سيكون بوابة لتحقيق إنجاز أكبر، وبعد الانتهاء منه ستنتقل الإدارة الأمريكية للتعامل مع الملف الروسي، الذي وصفه بأنه "كان يبدو سهلاً، لكنه تبيّن أنه أصعب مما كان يُعتقد".