يحيى الفخراني: الممثل المصري قادر على إتقان الفصحى.. وأرفض التهاون في اللغة

قال الفنان الكبير يحيى الفخراني، إن الانتقادات التي توجّه أحيانًا للممثلين المصريين بشأن ضعف أدائهم للغة العربية الفصحى غير دقيقة، مشيرًا إلى أن الفنان المصري لديه القدرة على التحدث بالفصحى بطلاقة، إذا التزم بالتدريب الجاد والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة في الأداء.
يحيى الفخراني: هذه النوعية من الأعمال لا تحتمل الاستسهال أو التهاون
وأوضح يحيى الفخراني، خلال لقائه ببرنامج "يحدث في مصر" مع الإعلامي شريف عامر، والمذاع على قناة MBC مصر، أنه كان حريصًا خلال تقديمه لسلسلة "قصص القرآن" على التأكد من صحة النطق وسلامة اللغة، لافتًا إلى أنه رفض تسجيل أي مشهد إلا في حضور أستاذ متخصص في اللغة العربية، للتدقيق اللغوي والمراجعة الصوتية.
وأكد الفنان الكبير أن هذه النوعية من الأعمال لا تحتمل الاستسهال أو التهاون، مضيفًا: "أنا لو مش مهتم وقلقان، ده هيكون أول سلم للفشل"، في إشارة إلى أهمية الإخلاص الفني والالتزام بمعايير الجودة.
ونوه الفخراني إلى أنه لا يتدخل في اختيارات المخرج أو قراراته، موضحًا أن ثقته في المخرج تجعله مطمئنًا لاختياراته، خاصة فيما يتعلق بتكوين فريق العمل، مشددًا على أن نجاح العمل المسرحي يتوقف على تكامل عناصره، وأن ممثلًا واحدًا فقط قد يفسد العرض بأكمله.
المسرح بالنسبة له ليس مجرد مهنة
وأضاف أن المسرح بالنسبة له ليس مجرد مهنة، بل "بيت" حقيقي يجد فيه ذاته، وتابع قائلاً إنه يحرص دائمًا على التواجد مبكرًا قبل بدء العروض لمتابعة التفاصيل، مؤكدًا أن الجمهور هو المعيار الحقيقي لنجاح أي عمل، وليس النقاد أو آراء الزملاء.
وأكد الفخراني، أن همّه الأول هو الجمهور وتفاعل الناس مع ما يقدمه، لأنهم – على حد قوله – "الحكم الوحيد الذي لا يُجامل"، مشيرا إلى أن سر عشقه الدائم لمسرحية "الملك لير" يعود إلى ما تحمله من عمق إنساني يرتكز على العلاقة الأسرية، موضحا أن هذا الجانب الإنساني هو ما يجعله يعود لتجسيد الشخصية في كل مرة بنفس الحماس والشغف، وكأنه يقدمها لأول مرة.

رغم طابع العمل التراجيدي يحتوي على جانب كوميدي دقيق
وأوضح يحيى الفخراني، أنه لا يعرف أبدًا كيف ستكون تفاعلات الجمهور في كل عرض، وهو ما يضفي على كل ليلة طابعًا خاصًا، ويجعله يقدم الشخصية بروح جديدة.
وأضاف أن العمل رغم طابعه التراجيدي، يحتوي على جانب كوميدي دقيق، يجعل اندماج الفنان مع الشخصية أمرًا أساسيًا، لافتًا إلى أن هذا التوازن بين التراجيديا والكوميديا هو ما يمنح العرض حالة استثنائية على خشبة المسرح.
الجمهور المتذوق للفن هو جمهوره الحقيقي
وأكد الفخراني أن الجمهور المتذوق للفن هو جمهوره الحقيقي، مشددًا على أن المصريين بطبعهم شعب "لماح" يلتقط التفاصيل والإفيهات بسرعة وذكاء، حتى وإن كانت خفية، منوهًا إلى أنه لا يؤمن كثيرًا بفكرة التصنيفات مثل "النخبة"، بل يثق في ذوق الجمهور العادي الذي يشعر بالعمل ويقدّره من القلب.