باحث: خطة ترامب لا تخلو من العيوب لكنها المسار الوحيد لإنهاء الحرب في غزة

قال محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، إن هناك شبه إجماع دولي على ضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن حجم المعاناة الإنسانية التي يشهدها القطاع بات غير مسبوق في القرن الحادي والعشرين، من حيث الوحشية والاستمرار العلني للجرائم، على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
هناك رغبة دولية حقيقية في إنهاء هذه الحرب
وأضاف عثمان، في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن هناك رغبة دولية حقيقية في إنهاء هذه الحرب، وأن خطة ترامب رغم ما تشوبه من عيوب كبيرة وتعديلات أُجريت لصالح الجانب الإسرائيلي، تظل في الوقت الراهن المسار الوحيد المتاح لإنهاء هذه المأساة الإنسانية المستمرة منذ نحو عامين.
وأكد أن الخطة، رغم بعدها عن المثالية أو العدالة، أصبحت محل دعم دولي واسع، إذ رحبت بها كل من فرنسا وبريطانيا والهند وحتى روسيا، التي تُعد خصمًا تقليديًا للولايات المتحدة، وهو ما يعكس أهمية وضع حد سريع لهذه الكارثة.
وأوضح عثمان أن النسخة الحالية من الخطة التي أعلنتها واشنطن تختلف عما تم عرضه على بعض الحكومات العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن هذه التعديلات جاءت من باب مراعاة المصلحة الإسرائيلية على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية، بحسب تقارير صحفية مثل تلك التي نشرها "أكسيوس".
هناك بنود داخلية عدلت بوضوح لتتماشى مع المصالح الإسرائيلية
وحول موقف إسرائيل، قال الباحث في العلاقات الدولية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعلن اعتراضه على الخطة، بل أعلن قبوله بها علنًا إلى جانب الرئيس الأمريكي ترامب، إلا أن هناك بنودًا داخلية عدلت بوضوح لتتماشى مع المصالح الإسرائيلية.
ونوه عثمان إلى أن أبرز هذه البنود هو عدم التزام إسرائيل بأي جدول زمني للانسحاب من قطاع غزة، وعدم وجود نص صريح بشأن إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، فضلًا عن الحديث غير المحدد عن مجلس سلام دولي تقوده الولايات المتحدة.
وتابع قائلاً: "الخطورة في هذه البنود تكمن في أنها تُبقي على الوضع الراهن، وتتيح لإسرائيل التهرب من أي التزامات قانونية أو إنسانية تجاه الفلسطينيين، كما تُفرغ مسار حل الدولتين من مضمونه، خاصة في ظل رفض نتنياهو الصريح لهذا الحل، وهو ما تفهمه الرئيس ترامب بحسب تصريحاته في حينها".
إسرائيل تسعى لضمان استمرار سيطرتها الأمنية على القطاع
وأكد أن إسرائيل تسعى من خلال هذه البنود إلى ضمان استمرار سيطرتها الأمنية على القطاع، وتقويض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية موحدة ذات سيادة، حتى في ظل الاعترافات الدولية الواسعة بدولة فلسطين، والتي بلغت نحو 160 دولة، منها دول أوروبية كبرى.
وفي سياق متصل، أشاد عثمان بـ الدور المصري في التعامل مع الأزمة، مؤكدًا أن مصر تؤدي دورًا محوريًا وإنسانيًا بالغ الأهمية، سواء على صعيد إدخال المساعدات أو في المساعي الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.
وأضاف أن مصر ترفض تمامًا أي مخطط لتهجير الفلسطينيين من غزة، وقد وضعت خطًا أحمر واضحًا أمام هذه الفكرة، مما أفشل مساعي إسرائيلية حقيقية لفرض هذا السيناريو.
وأشار إلى أن نحو 70% من المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى القطاع جاءت عبر الجهود المصرية الرسمية والمجتمعية والخاصة، رغم العراقيل الإسرائيلية المتكررة على المعابر.