خطة ترامب على الورق.. وجرافات الإحتلال تسحق آمال إقامة دولة فلسطينية (تفاصيل)

تتداول الأوساط الدولية خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وتطرحها كمسار محتمل لإقامة دولة فلسطينية، فيما تواصل إسرائيل على الأرض خطواتها العكسية التي تقضم ما تبقى من أمل فلسطيني في السيادة والاستقلال.

جرافات الإحتلال تسحق آمال إقامة دولة فلسطينية

في قرية بيت عور الفوقا غرب رام الله، وقف أشرف سمارة، عضو المجلس القروي، يشاهد جرافات الاحتلال وهي تشق طرقًا جديدة مخصصة للمستوطنين فقط، تقطع أوصال القرى الفلسطينية وتضع مزيدًا من الحواجز أمام الحركة اليومية للفلسطينيين نحو أراضيهم ومدنهم.

يقول سمارة لـ"رويترز": "الهدف واضح.. حصر الفلسطينيين داخل مناطقهم، وعزل القرى عن بعضها بشبكة طرق استيطانية لا يسمح لنا باستخدامها".

فرنسا وبريطانيا تجدد اعترافها بالدولة الفلسطينية

وفي الوقت الذي أعلنت فيه دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا في سبتمبر اعترافها المتجدد بالدولة الفلسطينية، تسير حكومة بنيامين نتنياهو في الاتجاه المعاكس، بتسارع غير مسبوق في توسعة المستوطنات وشق الطرق، بما يكرس واقعًا جديدًا على الأرض.

وبحسب "هاغيت عوفران" من حركة السلام الآن الإسرائيلية، خصصت الحكومة الإسرائيلية أكثر من 7 مليارات شيقل (نحو 2.1 مليار دولار) منذ أكتوبر 2023 لبناء بنية تحتية تخدم مليون مستوطن جديد تخطط إسرائيل لاستقدامهم إلى الضفة.

وقالت عوفران: "بدون الطرق، لا يمكن تنفيذ هذا المشروع الاستيطاني، وما نراه اليوم هو تجهيز الأرض لاستيعاب المزيد من المستوطنين، في تحدٍ مباشر لأي مشروع دولة فلسطينية".

خطة ترامب المقترحة لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية

وتنص خطة ترمب المقترحة التي وافق عليها نتنياهو مبدئيًا على شروط معقدة لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية، إلا أن محللين يرون أن ما يجري فعليًا على الأرض يجعل من تنفيذ الخطة ضربًا من الخيال، في ظل تصريحات رسمية إسرائيلية تنسف أساسها.

وقبل إعلان خطة ترامب، قال نتنياهو: "لن تكون هناك دولة فلسطينية"، بينما وصف وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش مشروع توسعة مستوطنات القدس بأنه "الضربة القاضية" لفكرة الدولة.

وبين التصريحات الدولية الطامحة والخطوات الاستيطانية المتسارعة، يبقى الواقع على الأرض بالنسبة للفلسطينيين المعبر الأوضح عن النوايا الحقيقية.