«حليمة»: السيسي أحدث تحولًا جذريًا في السياسة الخارجية المصرية منذ 2014

أكد السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن فترة تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي شؤون البلاد منذ 2014 شهدت "تحولاً جذريًا" في توجهات السياسة الخارجية المصرية، حيث اعتمدت على رؤية جديدة ومقاربة جيوسياسية في التعامل مع مختلف الملفات الإقليمية والدولية.
الرؤية المصرية الجديدة
وأوضح حليمة خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز أن الرؤية المصرية الجديدة تقوم على النظر إلى المناطق الجغرافية من زاوية جيوسياسية، بمعنى عدم النظر إلى القارة الأفريقية بمعزل عن المنطقة العربية، بل اعتبارهما مرتبطتين بـ"روابط عديدة"، مشيرًا إلى أن البحر الأحمر يمثل "وصلًا وليس فصلًا" بينهما.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن التحرك المصري في إطار هذه الرؤية كان يتم على محورين رئيسيين (ثنائي ومتعدد)، وارتكز على أربعة محاور رئيسية هي:
المحور الأمني العسكري: المتعلق بالأمن القومي المصري والإقليمي.
المحور السياسي: الخاص بإقامة شراكات استراتيجية سياسية.
المحور الاقتصادي: القائم على التعامل الاقتصادي والشراكة الاستراتيجية.
المحور الاجتماعي: المتعلق بالتعليم والصحة وبناء القدرات.
السياسة الخارجية المصرية تحت قيادة الرئيس السيسي
ونوه حليمة إلى الدور المصري المحوري في الإطار المتعدد، والذي ظهر في دعم التعاون العربي الأفريقي، والعربي الأوروبي، والعربي الأمريكي، ومشاركة مصر في مؤتمرات عالمية كبرى مثل مؤتمرات التمويل ومؤتمرات تغير المناخ.
وأكد أن السياسة الخارجية المصرية تحت قيادة الرئيس السيسي اعتمدت على مبدأ "Win-Win" (الكل يربح)، وليست "دبلوماسية المعارك الصفرية"، بما يعني أن مصر تحقق مصالحها، وفي الوقت نفسه يحقق الشركاء الآخرون مصالحهم.
وأوضح أن هذا المبدأ ترجم عمليًا في إطار الشراكة الاستراتيجية مع الدول الأفريقية، خاصة على الجانب الاقتصادي، مسلطًا الضوء على الإنجازات التي تمت في إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، ودور مصر في تطور البنية التحتية، ومن أبرزها خط "القاهرة - كيب تاون" والربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط.
جولات الرئيس السيسي الخارجية تعكس اتساع نطاق العلاقات المصرية
وأضاف أن جولات الرئيس السيسي الخارجية تعكس اتساع نطاق العلاقات المصرية نحو آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، مبينًا أن هذا التوسع يمثل "رؤية شاملة" للتعامل مع مختلف القارات والدول.
وتابع أن انضمام مصر إلى تجمعات عالمية كبرى مثل "بريكس" و"شانغهاي" (كشريك في الحوار) يمثل توجهًا استراتيجيًا نحو آسيا وأمريكا اللاتينية، وهو ما يؤكد الاستمرار في التعامل من منطلق "نظرة جيوسياسية وليست نظرة جغرافية".