خالد الجندي يوضح سر آية الأجر: رسالة مباشرة من الله للمؤمنين

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن هناك "لطيفة جميلة" في صياغة آية قرآنية تبعث الدفء والطمأنينة في قلب المؤمن، مشيرًا إلى أن حذف لفظ الجلالة في موضع الضمان على الأجر يمثل حديثًا إلهيًا مباشرًا للمؤمن.
حديث مباشر من الله للمؤمن
وأوضح خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"،، متحدثًا عن قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾، أن غياب ذكر لفظ الجلالة صراحة في هذه الآية يعود إلى أن وجوده كان سيجعل الجملة "خبرية" أو مجرد "معلومة".
وأشار إلى أن التعبير بـ "إنا لا نُضيع" بدلاً من "إن الله لا يضيع" هو بمثابة تأكيد وتثبيت للموقف، بل هو حديث مباشر من الله للمؤمن، حيث يقول له سبحانه وتعالى: "أنا بنفسي الذي أكلمك.. واثق فيّ؟ أنا لا نضيع أجر من أحسن عملًا".
معنى يحمل دلالة على الاستمرارية والضمان الإلهي الشخصي
ونوه إلى أن هذا المعنى لا يُعد "عميقًا"، بل هو معنى جميل ودافئ ولطيف جدًا يحمل دلالة على الاستمرارية والضمان الإلهي الشخصي، مؤكدا على قوة معنى الضمان في الآية، ضاربًا مثالًا من الحياة اليومية: "تخيل أنك مختلف مع صديقك على حق مالي، فيأتي طرف ذو مركز أو ثقة (كأب أو شيخ) ويقول لك: أنا الضامن، أنا سأعطيك الفلوس.. عندها ستهدأ".
وأوضح أن رفض هذا الضمان يعني إهانة للضامن وعدم ثقة فيه، ومقارنًا ذلك بالآية، مضيفا:" أن الله سبحانه وتعالى دخل بنفسه كـ "ضامن" في أي عمل خير يقوم به الإنسان، متابعا باستعراض حديث قدسي عجيب يؤكد أن كل عمل خير للعباد هو تعامل مباشر مع الله، حيث يقول سبحانه وتعالى يوم القيامة للعبد: "يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني.. استكسوتك فلم تكسني.. مرضت فلم تعدني".
وختم الداعية حديثه بذكر مضمون الحديث، مشيرًا إلى أن الله يرد على العبد الذي يستعجب من طلبه ويقول: "كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟"، بأن: "عبدي فلان استطعمك فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي"، مؤكداً أن هذا يؤسس لمبدأ "التعامل مع الله" في كل عمل صالح.