عاجل

مظاهرات دمشق تثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات المصرية السورية

مظاهرات دمشق
مظاهرات دمشق

 أثارت مظاهرة نظمت في سوق الحميدية وسط دمشق الأسبوع الماضي، في تطور لافت يعكس حساسية المرحلة في المنطقة، ردود فعل غاضبة في القاهرة، بعدما رفع المشاركون شعارات اعتبرت مسيئة لمصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، مطالبة بفتح معبر رفح أمام المساعدات إلى قطاع غزة.

مظاهرات دمشق.. بيان رسمي من دمشق لاحتواء الأزمة

وسرعان ما ردت وزارة الخارجية السورية ببيان أعربت فيه عن "الأسف العميق" لتلك الهتافات، مؤكدة أنها لا تمثل الشعب السوري ولا تعكس مشاعره الحقيقية تجاه مصر.

وأكد البيان أن "ما صدر عن بعض المشاركين لا يعبر إلا عنهم"، مشددًا على حرص دمشق على تعزيز علاقاتها التاريخية مع القاهرة.

<strong>مظاهرات دمشق</strong>
مظاهرات دمشق

وأشار البيان أيضًا إلى أن هناك من يحاول استغلال الحادث لـ"تعكير صفو العلاقات" بين البلدين، مجددًا التقدير لمصر وشعبها الذي "احتضن مئات الآلاف من السوريين خلال السنوات الماضية".

غضب مصري وانتقادات حادة بشأن مظاهرات دمشق

في المقابل، تصاعد الغضب في الأوساط السياسية والإعلامية المصرية، حيث اعتبر كثيرون أن ما جرى "تجاوز غير مقبول"، خاصة في ظل الدور المصري المستمر في دعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وذهب البعض إلى اتهام جهات داخل النظام السوري بالوقوف وراء تلك الشعارات، حيث وصف الإعلامي وعضو مجلس النواب مصطفى بكري المظاهرة بأنها "موجهة من أصحاب القرار".

فيما قال الإعلامي أحمد موسى إن مقاطع الفيديو تظهر متظاهرين يقرأون تعليمات من هواتفهم، ما يدل على أن التحرك "لم يكن عفويًا بل منظّمًا"، على حد وصفه.

مفكرون سوريون يرفضون الإساءة لمصر

وفي خطوة لافتة، بادر عدد من المفكرين السوريين البارزين إلى استنكار ما حدث، حيث قال الكاتب السوري محمد أرسلان، إن مصر كانت ولا تزال "الملاذ الآمن للسوريين"، مشيرًا إلى أنها لم تعاملهم كلاجئين، بل كأبناء.

أما حسين الشرع، والد الرئيس السوري أحمد الشرع، فكتب في تدوينة عبر "فيسبوك": "الشام ومصر صنوان لا تفريق بينهما، ومن يسيء لمصر كأنه يسيء للأمة كلها".

خلفية دبلوماسية حساسة

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات بين القاهرة ودمشق تحسنًا تدريجيًا، خاصة بعد دعوة الرئيس المصري لنظيره السوري لحضور القمة العربية الطارئة في مارس الماضي، في أول لقاء مباشر بين السيسي والرئيس السوري الجديد أحمد الشرع.

لقاء وزير الخارجية المصري بنظيره السوري

كما جدد وزير الخارجية بدر عبد العاطي خلال لقائه بنظيره السوري أسعد الشيباني على هامش اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك، موقف بلاده الداعم لوحدة سوريا واستعادة سيادتها، مؤكدًا أن الحل السياسي الشامل هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار.

<strong>مظاهرات دمشق</strong>
مظاهرات دمشق

اللاجئون السوريون في مصر.. حقائق داعمة للعلاقات

وتستضيف مصر اليوم أكثر من 1.5 مليون سوري، بحسب تقارير رسمية، بينهم نحو 147 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة حتى نهاية عام 2024، وتعد الجالية السورية ثاني أكبر جالية أجنبية في مصر بعد السودانيين، ما يعكس عمق الروابط بين الشعبين.

وعلى الرغم من اعتذار دمشق، تبقى الحادثة مؤشرًا على هشاشة العلاقات العربية في ظل التوترات الإقليمية.

ومع تصاعد الغضب الشعبي في مصر، ستكون الأيام القادمة حاسمة في اختبار مدى صمود التقارب المصري السوري أمام التحديات والضغوط، خاصة مع استمرار القاهرة في لعب دور إقليمي محوري في أكثر من ملف.

تم نسخ الرابط