محمود مسلم: التظاهرات في دمشق ضد مصر "موقف مخزٍ" لا يمثل الشعب السوري

شهدت الساحة الإعلامية جدلًا واسعًا عقب التظاهرات التي نُظمت أمام الجامع الأموي في دمشق ضد مصر، وهو ما أثار استنكارًا شديدًا من الكاتب الصحفي محمود مسلم، الذي وصفها بأنها "موقف مخزٍ" لا يعبر عن حقيقة الشعب السوري وعلاقاته التاريخية مع المصريين.
وأكد مسلم، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج "بالورقة والقلم" المذاع على قناة TeN، مساء الأحد، أن مصر لم تتخل يومًا عن الشعب السوري، بل احتضنت الملايين منهم على أراضيها في أحلك الظروف، دون أن تمنّ عليهم أو تستغل أزمتهم سياسيًا.
مصر وسوريا.. تاريخ مشترك لا تهزه مواقف عابرة
أوضح مسلم أن العلاقة بين الشعبين المصري والسوري تمتد لعقود طويلة من المصاهرة والنسب والروابط الإنسانية العميقة، مشيرًا إلى أن أي محاولات لتشويه هذه الروابط ستفشل أمام قوة التاريخ والمصير المشترك.
وأشار إلى أن مصر كانت دائمًا السند الحقيقي لسوريا في قضاياها الوطنية والقومية، بدءًا من حرب أكتوبر وحتى استقبال اللاجئين السوريين على أراضيها بعد اندلاع الأزمة، دون فرض قيود أو معاملة استثنائية.
اتهامات للإخوان بالوقوف خلف التحريض
ورجّح محمود مسلم أن تكون جماعة الإخوان وراء هذه التظاهرات، كما فعلت في دول عدة بتحريك احتجاجات موجهة تخدم أهدافها الخاصة، مؤكدًا أن الجماعة اعتادت استخدام معاناة الشعوب لتحقيق مصالح سياسية ضيقة.
وتساءل مسلم: "هل من المنطق أن يترك هؤلاء قضية الجولان المحتلة ويهاجموا مصر؟ أم أن هناك أغراضًا أخرى وراء هذا التحرك المدفوع من الخارج؟"، معتبرًا أن الهجوم على مصر لا يخدم سوى أعداء الأمة.
زيارة للجولان.. وذكرى مؤثرة
وكشف الكاتب الصحفي عن أنه سبق وزار الجولان من الجانب السوري، ووقف على حجم المأساة التي يعانيها الشعب السوري تحت الاحتلال، مضيفًا أن هذا الشعب لا يمكن أن يوجه عداءً لمصر، لأنه يعرف جيدًا من وقف بجانبه في أزماته.
وأكد أن مثل هذه التظاهرات لا تعكس الصورة الحقيقية للسوريين، بل تمثل فئة صغيرة مدفوعة بمخططات سياسية، بينما الأغلبية العظمى من السوريين يكنّون لمصر كل تقدير واحترام.
تحذير من استغلال الأزمات
وحذّر مسلم من خطورة محاولات بعض الأطراف استغلال الأوضاع في سوريا لتأجيج الخلافات مع مصر، مؤكدًا أن هذا النهج لا يخدم إلا أعداء المنطقة الذين يسعون لتفتيت الروابط العربية.
وأضاف أن مصر تدرك طبيعة التحديات الإقليمية، وأنها لن تسمح لمثل هذه التحركات الصغيرة بالتأثير على استراتيجيتها تجاه سوريا أو على علاقات الشعبين الممتدة عبر التاريخ.
مصر ومكانتها في الوجدان العربي
واختتم مسلم حديثه بالتأكيد على أن مصر ستظل ركيزة أساسية في العالم العربي، وأن أي محاولات للنيل من صورتها أو دورها الإقليمي ستبوء بالفشل، لأن مكانتها مستمدة من ثقلها التاريخي ودورها المحوري في حماية قضايا الأمة.
وأشار إلى أن مثل هذه التظاهرات لا تمثل سوى فقاعات إعلامية سرعان ما تزول، بينما يبقى ما هو ثابت وأصيل: علاقة مصر وسوريا التي تقوم على الأخوّة والدم والمصير المشترك.