عاجل

كم يومًا على ليلة النصف من شعبان 1447؟.. أحداثها وأعمالها والدعاء المستجاب

تحويل القبلة في ليلة
تحويل القبلة في ليلة النصف من شعبان

يتساءل الكثيرون عن: كم يومًا على ليلة النصف من شعبان 1447؟، حيث تعد المناسبات الدينية الإسلامية لعام 1447 هـ- 2026 م، واحدة من الأمور التي يحرص المسلمون على متابعتها لاغتنامها بالعبادة، وفي السطور التالية نرصد موعد ليلة النصف من شعبان وأعمالها المستحبة.

موعد شهر شعبان 1447 

شهر شعبان هو شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء في سبب تسمية شعبان بهذا الاسم أن القبائل العربية في عصر ما قبل الإسلام كانت تتشعب وتتفرق فيه بحثاً عن المياه أو لخوض الغارات والغزو، بعد أن امتنعوا عن القتال في شهر رجب الحرام. كما أن الاسم مشتق من كلمة "التشعب"، ويشير أيضاً إلى ظهوره وتفرقه بين شهري رجب ورمضان. 

فضل شهر شعبان

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ما يصوم من الشهور بعد رمضان شهر شعبان، لقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ»، وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: «أَنَّهُ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ».

موعد ليلة النصف من شعبان

ليلة النصف من شعبان تبدأ فلكيًا من غروب شمس الاثنين 2 فبراير المقبل وحتى غروب شمس يوم الثلاثاء 3 فبراير من الشهر ذاته.

فضل ليلة النصف من شعبان 
فضل ليلة النصف من شعبان 

تحويل القبلة في ليلة النصف من شعبان

وقد شهد شهر شعبان تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام، حيث كان سيدنا رسول الله ﷺ في مكة يصلي إلى بيت المقدس ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس؛ كي يستقبلهما معًا؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي وهو بمكةَ نَحْوَ بيتِ المقدسِ والكعبةُ بينَ يدَيهِ». [أخرجه أحمد] 

ولما هاجر سيدنا النبي ﷺ والمسلمون إلى المدينة كان بيت المقدس قبلتهم ما يقرب من عام ونصف؛ فعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلَّى نحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا...». [متفقٌ عليه] 

وقد جاء الأمر الإلهي إلى سيدنا رسول الله ﷺ بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام بمكة في منتصف شهر شعبان من العام الثاني للهجرة على المشهور، ونزل قول الله سبحانه: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}. [البقرة: 144] 

ووفقًا للأزهر فقد كان تحويل القبلة اختبارًا من الله سبحانه تبين من خلاله المؤمن الصادق المُسلِّم لله وشرعه، والمعاند العاصي لله ورسوله ﷺ؛ قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّاِ لنَعْلَمَ َمنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ}. [البقرة: 143]، فكانت استجابة المؤمنين صدقًا وهُدًي ونورًا؛ إذ سارعوا إلى امتثال الأمر ولسان حالهم يقول: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا. 

أما المشركون فزادهم هذا الحدث العظيم عنادًا على عنادهم، وقالوا: يوشك أن يرجع محمدٌ إلى ديننا كما رجع إلى قِبلتِنا؛ فخاب ظنهم، وكسَد سعْيُهم، وباؤوا بغضبٍ على غضبٍ. في تحويل القبلة تأكيد على عُلوّ مكانة سيدنا رسول الله ﷺ عند ربّه، فقد كان ﷺ يحبّ التوجَّه في صلاته إلى البيت الحرام، وتهفو روحُه إلى استقبالِ أشرفِ بقاع الدُّنيا؛ فعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144]، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ». [أخرجه البخاري] 

وأكد تحويل القبلة على العلاقة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، تلك العلاقة التي دلت على قوتها وشرفها أدلةٌ كثيرة؛ كقول أبي ذر لسيدنا رسول الله ﷺ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ»، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى». قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ»، ثُمَّ قَالَ: «حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ، وَالْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ ». [أخرجه البخاري] وعلى المُستوى المُجتمعي: يظهر هذا الأمر تكاتف المسلمين واتحادهم وأنهم بمثابة الجسد الواحد في التسليم لوحي الله سبحانه وشرعه، وفي حرص بعضهم على بعض، حينما خاف بعضهم على إخوانهم الذين ماتوا ولم يدركوا الصلاة إلى المسجد الحرام؛ فأنزل الحقُّ سبحانه قوله: {‌وَمَا ‌كَانَ ‌اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }. [البقرة: 143] 

فيما رسخ تحويل القبلة أن الغاية العظمى هي عبودية الله سبحانه والتسليم له وإن اختلفت الوجهة؛ فلله سبحانه المشارق والمغارب، قال تعالى: {وَلِلَّهِ ‌الْمَشْرِقُ ‌وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. [البقرة: 115] وتضمن تحويل القبلة تعظيمًا وتشريفًا لأُمَّة الإسلام بالوسطية والتوفيق إلى قبلة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ لتستحق بذلك مكانة الشهادة على جميع الأمم؛ قال تعالى: {وَكَذَلِكَ ‌جَعَلْنَاكُمْ ‌أُمَّةً ‌وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}. [البقرة: 143]

الأعمال المستحبة في شهر شعبان

وأشار الشيخ أحمد عادل عضو لجنة الفتوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى أن أبرز العبادات والأعمال الصالحة المستحبة في شهر شعبان تشمل:

  1. الإكثار من الصيام، اقتداءً بالنبي ﷺ.
  2. الحرص على الاستغفار والتوبة، استعدادًا لاستقبال رمضان.
  3. الصدقة ومساعدة المحتاجين، حيث تضاعف الأجور في هذا الشهر.
  4. قراءة القرآن الكريم، وتدبر معانيه لتجهيز النفس روحانيًا.
  5. الإكثار من الدعاء، خاصة أن شهر شعبان من الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء.
دعاء النصف من شعبان
دعاء النصف من شعبان

دعاء النصف من شعبان مستجاب

جاء أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله ﷺ ذات ليلة فخرجت، فإذا هو بالبقيع، رافعا رأسه إلى السماء، فقال لي: «أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟»، قالت: قلت يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: «إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب»، وكلب قبيلة مشهورة بكثرة الغنم، وهى كناية من سيدنا رسول الله على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، وتعظيم الله تعالى لهذه الليلة يكون باطلاعه تعالى على خلقه، لينزل عليهم فيها رحمته ومغفرته، كما أخبرنا رسول الله ﷺ: «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن».

ورد في دعاء ليلة النصف من شعبان الذي كان يردده سيدنا عمر بن الخطاب ما يلي: "اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، وأمان الخائفين، اللهم إن كنت كتبتنى عندك في أم الكتاب شقيا أو محروما أو مطرودا أو مقترا على فى الرزق، فامح اللهم بفضلك شقاوتى وحرمانى وطردى وإقتار رزقى، وأثبنى عندك فى أم الكتاب سعيدا مرزقا موفقا للخيرات، فإنك قولت وقولك الحق فى كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب".

وقد زاد العلماء لدعاء سيدنا عمر بن الخطاب: "إلهى بالتجلي الأعظم فى ليلة النصف من شهر شعبان المعظم أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به اعلم إنك أنت الأعز الأكرم وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".

تم نسخ الرابط