عاجل

محلل فلسطيني: خطة ترامب «محملة بالألغام» وتستهدف تقييد الاعتراف بفلسطين

ترامب
ترامب

أكد المحلل السياسي الفلسطيني محسن أبو رمضان أن الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب بشأن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي تحمل في مضمونها ألغامًا سياسية خطيرة، مشيرًا إلى أنها تستهدف بالأساس محاصرة الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين وتقويض ما حققه الشعب الفلسطيني من مكاسب خلال العقود الماضية.

وأوضح أبو رمضان، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية هند الضاوي في برنامج "حديث القاهرة" المذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن هذه  الخطة لا يمكن قراءتها بمعزل عن السياق السياسي الذي يعيشه ترامب، سواء على مستوى طموحاته الانتخابية أو محاولاته لإثبات نفسه كصانع للسلام في الشرق الأوسط.

 

أهداف سياسية لترامب

أشار المحلل الفلسطيني إلى أن أحد دوافع ترامب لإطلاق هذه الخطة يتمثل في رغبته في تسجيل إنجاز سياسي بارز يظل مرتبطًا باسمه، بحيث يمكن توظيفه لاحقًا سواء في الترشح مجددًا للرئاسة أو حتى التقدم لنيل جائزة نوبل للسلام. واعتبر أن الإعلان عن خطة تحمل طابعًا تفاوضيًا يتيح للرئيس الأمريكي تقديم نفسه كصاحب مبادرة أوقفت الحرب في غزة وأعادت الأمل في مسار الحل السياسي.

كما شدد "أبو رمضان" على أن الإدارة الأمريكية تحاول من خلال هذه المبادرة حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، ولا سيما مع الدول العربية والخليجية، مؤكدًا أن واشنطن تسعى للحفاظ على توازن علاقاتها بما يضمن استمرار نفوذها الإقليمي.

انسحابات من خطاب نتنياهو

وكشف أبو رمضان أن نحو 77 من ممثلي الدول انسحبوا من كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة في الأمم المتحدة، وهو ما يعكس حالة رفض دولية متزايدة للسياسات الإسرائيلية ، واعتبر أن تضمين خطة ترامب بندًا يعترف ضمنيًا بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته عبر آفاق تفاوضية يمثل نوعًا من الإقرار بحق تقرير المصير، لكنه يظل مشروطًا ومقيدًا ببنود أخرى "ملغومة".

 

ألغام داخل الخطة

وحذر المحلل السياسي من وجود "كثير من الألغام" في مضمون الخطة، وفي مقدمتها محاولات استئصال حركة حماس وتجريم كل أشكال المقاومة الفلسطينية، دون أن تتضمن في المقابل أي تجريم واضح لما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين.

وأضاف أن هناك تصورًا أمريكيًا لإدارة قطاع غزة عبر هيئة دولية أو أمريكية، وهو ما يفتح ثغرات خطيرة تمس جوهر السيادة الفلسطينية، وتضعف مؤسسات الدولة المستقبلية التي يسعى الفلسطينيون إلى بنائها.

 

مخاطر على السيادة الفلسطينية

وأكد "أبو رمضان" أن هذه التوجهات تشكل خطرًا مباشرًا على المشروع الوطني الفلسطيني، إذ قد تؤدي إلى إضعاف مؤسسات الدولة المرتقبة وتقويض قدرة الشعب الفلسطيني على فرض سيادته الكاملة على أراضيه ، كما شدد على أن أي خطة لا تضمن حقوق الفلسطينيين المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة ستكون غير قابلة للاستمرار أو القبول شعبيًا.

تم نسخ الرابط