عاجل

سفير سابق: خطة ترامب غير عادلة لكنها تحمل فرصًا لوقف الحرب بغزة

السفير عاطف سالم
السفير عاطف سالم

أكد السفير  عاطف سالم، سفير مصر الأسبق في إسرائيل، أن البيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب تضمن ترحيبًا بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودوره في محاولة إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، وأوضح أن هذا البيان يعكس رغبة عربية في التعامل بإيجابية مع أي مبادرة دولية يمكن أن تمهد الطريق نحو وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع المتفجرة في المنطقة.

وأضاف سالم، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية هند الضاوي ببرنامج حديث القاهرة على شاشة القاهرة والناس، أن الترحيب العربي لا يعني القبول المطلق بالخطة، وإنما جاء نتيجة إدراك أن استمرار الحرب يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي ويضاعف من الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

إيجابيات يمكن البناء عليها

وأشار السفير المصري الأسبق إلى أن الخطة، رغم ما تحمله من عيوب جوهرية، إلا أنها تضم عدة نقاط إيجابية لا يمكن إغفالها. ومن أبرز هذه النقاط الدعوة إلى وقف الحرب فورًا في غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق، ووقف عمليات التهجير القسري، إضافة إلى عدم المضي في مخطط ضم الضفة الغربية.

ولفت سالم إلى أن هذه البنود يمكن أن تشكل أساسًا لأي عملية تفاوض مستقبلية إذا ما تم التعامل معها بحذر وتطويرها بما يتناسب مع حقوق الشعب الفلسطيني، معتبرًا أن وقف الإبادة الجماعية في القطاع يمثل الأولوية القصوى في هذه المرحلة.

التركيز على إنهاء الإبادة

وشدد الدبلوماسي المصري على أن الجهد العربي والدولي يجب أن يتركز الآن على وقف الإبادة في قطاع غزة، موضحًا أن أي خطة سياسية لا يمكن أن تنجح في ظل استمرار نزيف الدم والدمار ، وأضاف أن التعامل الواقعي مع الخطة يتطلب استغلال ما تحمله من إيجابيات مع العمل على تعديل السلبيات من خلال الضغوط السياسية والدبلوماسية.

وأكد سالم أن أي خطوة تهدف إلى إنهاء المأساة الإنسانية المستمرة تستحق الدعم، حتى وإن لم تكن الخطة متكاملة أو عادلة بشكل كامل، مشددًا على أن السياسة تقوم على البناء التدريجي والتعامل مع الممكن ثم الدفع نحو الأفضل.

تهميش السلطة الفلسطينية

وفي معرض حديثه، أشار السفير عاطف سالم إلى أن أحد أبرز السلبيات الواضحة في الخطة الأمريكية هو تهميش دور السلطة الفلسطينية، موضحًا أن الاتفاقيات المقترحة تكشف عن اتجاه لإضعاف مكانة السلطة في أي تسوية مقبلة ، وأضاف أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي الفلسطيني بشكل أكبر ويزيد من الانقسام القائم بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

ضرورة الموازنة بين الواقع والمطالب

واختتم سفير مصر الأسبق مداخلته بالتأكيد على أن المطلوب في المرحلة الراهنة هو الموازنة بين التعامل مع الواقع المفروض وبين التمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ،وأوضح أن العرب يمكنهم الاستفادة من نقاط القوة في الخطة، مع الاستمرار في الضغط من أجل تعديل ما يتعارض مع الثوابت الفلسطينية، مؤكدًا أن الهدف الأسمى هو وقف الحرب وتهيئة الأرضية لسلام عادل ودائم.

تم نسخ الرابط