الهدف الحقيقي هو إسقاط النظام في طهران..
السفير عاطف سالم: إسرائيل تعتبر إيران خطرًا وجوديًا وتخطط لإضعافها منذ 25 عاما
أكد السفير عاطف سالم سفير مصر الأسبق لدى إسرائيل، أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إيران ليس وليد اللحظة، بل يمثل استراتيجية ثابتة تمتد لعقود، مشيرًا إلى أن إسرائيل ترى في إيران خطرًا وجوديًا وتسعى لإضعافها عسكريًا وسياسيًا منذ أكثر من 25 عامًا.
وأوضح السفير في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن نتنياهو سبق أن شكل مرارًا فرقًا أمنية وعسكرية للتخطيط لهجوم على إيران، لكن أغلب تلك المحاولات أُجهضت نتيجة تقديرات ميدانية بعدم جاهزية التنفيذ، أو لاعتبارات تتعلق بالتوازنات الدولية.
وأضاف: "الفرصة باتت مواتية اليوم بعد أن نجح نتنياهو، عبر حروب متعددة الطبقات، في إضعاف وكلاء إيران الإقليميين مثل حركة حماس وحزب الله، وهو الآن يرى أن الوقت مناسب لتوجيه ضربة مباشرة إلى البرنامج النووي الإيراني والصواريخ الباليستية".
ورغم تصريحات نتنياهو الأخيرة التي أبدى فيها تأييده لمبادرة ترامب بشأن رفع العقوبات عن إيران مقابل اتفاق شامل لوقف أنشطتها النووية، اعتبر السفير عاطف سالم أن هذه التصريحات محض مناورة سياسية. وقال: "إسرائيل تستعد لمواجهة ثانية، وستعارض أي اتفاق لا يضمن تفكيك بنية النظام الإيراني نفسه، وليس فقط وقف مشروعه النووي".
إسقاط النظام الإيراني هدف استراتيجي لإسرائيل
وأشار السفير إلى أن الهدف الإسرائيلي الأبعد هو إسقاط النظام الإيراني بالكامل، وليس فقط كبح مشاريعه النووية أو الباليستية. وأوضح: "إسرائيل ترى في النظام الإيراني تهديدًا وجوديًا لأنه لا يعترف بشرعيتها أصلًا، وهي تستثمر هذا التهديد لتبرير تدخلاتها المستمرة في المنطقة".
وكشف السفير أن إسرائيل سبق أن استدعت "رضا بهلوي" نجل شاه إيران السابق في أبريل 2023، ورتبت معه تحركات إعلامية وسياسية، في محاولة لتحفيز الداخل الإيراني على التمرد والانقضاض على النظام.
العقوبات وسلاح "السناب باك" مطروح مجددًا
وتابع السفير سالم بأن إسرائيل لا تكتفي بالتصعيد العسكري، بل تسعى أيضًا لحشد الدعم الدولي لفرض عقوبات جديدة على إيران، خصوصًا بعد إعلان طهران تجميد تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال: "وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر دعا دولًا أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا إلى تفعيل آلية "سناب باك" التي تتيح إعادة فرض العقوبات تلقائيًا في حال خالفت إيران بنود الاتفاق النووي الموقع عام 2015".
وحذر السفير من أن إسرائيل قد تستغل أي انسحاب إيراني محتمل من اتفاقية حظر الانتشار النووي، أو منع دخول المفتشين الدوليين، لتأليب المجتمع الدولي ضد طهران، تحت ذرائع متعددة ومكررة.
