عاجل

ما حكم الدعاء وقراءة الفاتحة بعد الفراغ من الطعام؟

الطعام
الطعام

أكدت دار الإفتاء المصرية أن إطعام الطعام من أعظم القربات وأحب الأعمال إلى الله تعالى، ويُستحب أن يُدعى لصاحب الطعام بعد الانتهاء منه، لِما ورد في حديث عبد الله بن بُسر رضي الله عنهما قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أبي، فقرّبنا إليه طعامًا فَأَكَلَ منه، ثم قُدِّم له تمرٌ فجعل يأكل ويلقي النوى بين أصابعه، ثم قُدِّم له شراب فشربه وناوله الذي عن يمينه، فقال أبي وهو آخذ بلجام دابته: ادعُ الله لنا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ» رواه مسلم في صحيحه.

ماذا يقول العلماء؟

وقد علّق الإمام النووي في شرح صحيح مسلم (13/226، دار إحياء التراث العربي) على هذا الحديث مبينًا أنه دليل على استحباب طلب الدعاء من أهل الفضل، واستحباب دعاء الضيف لصاحب الطعام بالبركة في الرزق، والمغفرة، والرحمة، وهي دعوة تجمع بين خيري الدنيا والآخرة.

حكم قراءة سورة الفاتحة وفضلها؟

أما قراءة سورة الفاتحة، فهي مستحبة في كل حال وزمان ومكان؛ تبركًا بها وتيمنًا بمعانيها العظيمة، إذ أجمع علماء الأمة قديمًا وحديثًا على استحباب قراءتها لطلب البركة، وتيسير الأمور، وإنجاح المقاصد، وقضاء الحوائج، ونيل إجابة الدعاء. وقد وردت النصوص الشرعية مبينة خصوصيتها، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أُمُّ الْقُرْآنِ عِوَضٌ مِنْ غَيْرِهَا، وَلَيْسَ غَيْرُهَا مِنْهَا عِوَضٌ» (رواه الدارقطني والحاكم). وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وآله وسلم: «يا جابر، أُخبِرك بخير سورة نزلت في القرآن؟» قال: بلى يا رسول الله، قال: «فاتحة الكتاب، فيها شفاء من كل داء» (رواه ابن ماجه والبيهقي).

ولهذا نص فقهاء الحنفية على استحسان قراءة الفاتحة على الطعام، حيث قال الإمام الخادمي في بريقة محمودية (4/111): [وأما قراءة الفاتحة: فقد نقل بعض العلماء عن “شرح مختصر الإحياء” لعلي القاري أن قراءة الفاتحة المشتملة على التحميد والدعاء بالاستقامة –كما اعتاده العامة– أمرٌ مستحسن، خلافًا لمن كرهه].

تم نسخ الرابط