ناقد فني يوجه رسالة نارية لصناع الدراما: عودوا إلى القيم الهادفة (فيديو)

تحدث الناقد الفني أحمد سعد الدين عن بعض الظواهر الدرامية التي باتت تبرز صورة غير واقعية عن البطل الشعبي، حيث يُقدَّم في العديد من الأعمال كخارج عن القانون أو تاجر مخدرات، وهو أمر يراه بعيدًا عن الأهداف الحقيقية للدراما.
وفي حديثه مع الإعلامي وليد بريك، عبر برنامج "حوار مصري"، أكد سعد الدين أن الهدف الأسمى للدراما يجب أن يكون التثقيف والتوعية والحفاظ على العادات والتقاليد، إلى جانب تقديم محتوى ترفيهي راقٍ.
الخروج عن الإطار
أعرب أحمد سعد الدين عن دهشته من خروج بعض الأعمال الدرامية عن السياق الطبيعي والرسالة الإيجابية التي كانت تقدمها الدراما في الماضي. وتساءل خلال اللقاء: "لماذا تقدم بعض المسلسلات صورة مشوهة عن المجتمع وتبتعد عن معالجة القضايا الحقيقية؟"
وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي تحدث في وقت سابق عن ضرورة أن تركز الدراما على القيم الإيجابية والرسائل الهادفة بدلاً من تسليط الضوء على الشخصيات السلبية.
وأضاف سعد الدين: "هل يجب أن يتدخل مسؤول لكي يبدأ الجميع في تقديم أعمال درامية ذات قيمة؟ هذا ليس دور السلطة، بل هو مسؤولية صناع الفن أنفسهم".
ذكريات الدراما الهادفة
في إطار مقارنة بين الماضي والحاضر، أشار سعد الدين إلى أن الدراما المصرية قبل ثلاثة عقود كانت تقدم أعمالًا هادفة ومؤثرة، مثل مسلسل "رأفت الهجان" و"ليالي الحلمية"، اللذين تركا أثرًا عميقًا لدى الجمهور.
وأوضح أن سر نجاح هذه الأعمال يعود إلى التزامها بمحددات المجتمع وقيمه، إلى جانب تضافر جهود فريق العمل بأكمله، بدءًا من الكاتب والمخرج وصولًا إلى الممثلين.
وأضاف: "في الماضي، كانت المسلسلات تُنتج باسم المؤلف والمخرج، مما يعكس أهمية دورهما في نجاح العمل. أما الآن، فقد أصبح التركيز منصبًا على النجم فقط، وهو ما قد يؤدي أحيانًا إلى ضعف مستوى بعض الأعمال".
برنامج "قطايف"
تطرق سعد الدين إلى برنامج "قطايف" الذي يقدمه الفنان سامح حسين، وأشاد بالبرنامج لأنه يخرج عن المألوف في شكله ومضمونه، مؤكدًا أن التميز والاختلاف هما مفتاح النجاح في أي عمل فني، وأوضح أن نجاح البرنامج يعود إلى فكرة بسيطة ومبتكرة جذبت الجمهور بعيدًا عن النمطية التي أصبحت سمة لبعض الأعمال.
مدفع رمضان والشارع
وفي سياق حديثه عن الأعمال الناجحة، أشار سعد الدين إلى برنامج "مدفع رمضان" الذي قدمه الفنان محمد رمضان، وأكد أن سر نجاح البرنامج يعود إلى تفاعله المباشر مع الناس في الشارع.
وأوضح أن نزول محمد رمضان إلى الشارع واحتكاكه بالبسطاء ساهم في تعزيز شعبيته، مشيرًا إلى أن البرنامج استطاع الوصول إلى الجمهور بفضل البساطة والعفوية.
وقال: "النجاح في أي عمل فني هو عمل جماعي، وليس مجرد نجاح فردي، وهناك فريق عمل كبير يقف خلف أي نجاح، سواء كان في مسلسل أو برنامج".

رسالة لصناع الدراما
أكد سعد الدين أن النجاح الحقيقي لأي عمل درامي أو فني لا يمكن أن يُنسب إلى شخص واحد فقط، بل هو نتيجة لتضافر جهود فريق العمل بأكمله.
وشدد على أن الكتابة الجيدة، والإخراج المتميز، والأداء التمثيلي المتقن هي العناصر الأساسية التي تؤدي إلى نجاح أي عمل.
ووجه أحمد سعد الدين رسالة إلى صناع الدراما، داعيًا إلى العودة إلى تقديم أعمال فنية تعكس القيم الإيجابية للمجتمع المصري، وتعزز من وعي المشاهد، بعيدًا عن النمطية والصورة السلبية التي باتت تسيطر على بعض الأعمال.
وأكد أن الدراما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي أداة قوية للتأثير والتوعية والتثقيف، ويجب استخدامها لتحقيق هذه الأهداف النبيلة.