ناقد فني: صعود المسلسلات القصيرة تحول ملحوظ في الدراما المصرية (فيديو)

يشهد الموسم الدرامي الحالي تحولًا لافتًا في خريطة الإنتاج الفني، مع ظهور العديد من المسلسلات التي تقدم محتوى متنوعًا وتختلف في عدد الحلقات والأسلوب.
وفي هذا السياق، أشار الناقد الفني أحمد سعد الدين، خلال حواره مع الإعلامي وليد بريك في برنامج "حوار مصري"، إلى أن هناك أكثر من 30 مسلسلًا يعرضون هذا العام، بينهم أعمال كوميدية وتراجيدية وصعيدية وأكشن، ما يعكس تنوعًا يرضي أذواق الجمهور المختلفة.
هيمنة المسلسلات القصيرة
أبرز التحولات التي رصدها سعد الدين هي تصدر المسلسلات القصيرة ذات الـ15 حلقة للمشهد الدرامي، متفوقة على المسلسلات التقليدية المكونة من 30 حلقة، موضحًا أن هذا التحول يعيد إلى الأذهان البدايات الأولى للدراما التلفزيونية في الستينيات، حيث كانت المسلسلات تُنتج ضمن دورات برامجية تتراوح بين 12 و15 حلقة فقط.
وأشار إلى أن نموذج المسلسلات الطويلة المكونة من 30 حلقة بدأ يترسخ لاحقًا مع إنتاج أعمال دينية وتاريخية واجتماعية كبرى، مثل مسلسل "محمد رسول الله"، لكنه أصبح قاعدة ثابتة منذ عام 2001 وحتى السنوات الأخيرة.
نموذج الـ15 حلقة
يؤكد سعد الدين أن اللجوء إلى المسلسلات القصيرة ليس ظاهرة جديدة بقدر ما هو عودة إلى الأسلوب الدرامي الأصلي، قائلاً: "الفكرة كانت موجودة منذ عقود، لكنها تراجعت تدريجيًا لصالح المسلسلات الطويلة التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في مواسم رمضان المتلاحقة".
وأضاف أن السنوات الثلاث الماضية شهدت تحولات تدريجية، حيث بدأت المسلسلات القصيرة تحقق نجاحًا ملحوظًا، وصولًا إلى الموسم الحالي الذي تجاوزت فيه نسبة المسلسلات القصيرة 50% من إجمالي الأعمال المنتجة.
بحسب سعد الدين، فإن تقليص عدد الحلقات أدى إلى تركيز أكبر على جودة القصة وتجنب الحشو الذي كان يشكل انتقادًا مستمرًا للمسلسلات الطويلة.
وتابع: "المسلسلات القصيرة تمنح صناع الدراما فرصة لتقديم حبكات مكثفة وإيقاع أسرع يجذب المشاهد دون الشعور بالملل".
تحديات الإنتاج والتكيف
وأشار سعد الدين إلى أن هذا التحول يعكس أيضًا محاولة المنتجين التكيف مع تغيّر ذوق الجمهور، الذي أصبح يميل إلى الأعمال المكثفة التي يمكن متابعتها خلال وقت أقصر، سواء عبر التلفزيون أو المنصات الرقمية.
وأوضح أن المنصات الإلكترونية كان لها دور كبير في تعزيز انتشار المسلسلات القصيرة، حيث أصبحت تعرض أعمالًا حصرية من 6 إلى 15 حلقة، وهو ما ساهم في تغيير شكل الموسم الدرامي وجعل المنافسة أكثر مرونة.
التطورات الاجتماعية والفنية
في ختام حديثه، توقع سعد الدين أن يستمر هذا التوجه خلال السنوات المقبلة، مع إنتاج المزيد من المسلسلات القصيرة التي تركز على الأفكار الجديدة والأساليب الإخراجية المتنوعة.
وأكد أن نجاح هذا النموذج يعتمد بشكل كبير على جودة السيناريو والقدرة على تقديم محتوى يواكب التطورات الاجتماعية والفنية، مع الحفاظ على ارتباط الدراما المصرية بجذورها الثقافية الأصيلة.