بعد الأسورة.. ننفرد بنشر تقرير جرد معمل ترميم المتحف المصري بالتحرير | مستندات

لازالت أصداء فقد أسورة أثرية من المتحف المصري في التحرير، مرتفعة، حيث يتساءل العديدون عن المصير الذي آل إليه هذا الأثر النادر، وعلى الرغم من بيان الداخلية القوي المدعم بالفيديو والأدلة، إلا أن التساؤلات لازالت مستمرة، ولعل أبرزها ما هي الإجراءات التي أعقبت واقعة اختفاء الأسورة؟.
حصل موقع نيوز رووم، على مستند هام، وهو المذكرة التي رفعها مدير عام المتحف المصري في التحرير، إلى رئيس قطاع المتاحف، وذلك بعد إبلاغه باختفاء القطعة من مديرة معمل الترميم، وذلك يوم 13 سبتمبر، حسبما أوضحت المذكرة.
وبالرجوع إلى بيان الداخلية، نجد أن تاريخ السرقة يرجع إلى يوم 9 سبتمبر، وليس 13 سبتمبر، أي أن هناك عدة أيام ما بين واقعة السرقة واكتشافها، وأوضح مصدر بالمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات خاصة إلى نيوز رووم، أن القطعة كانت موجودة داخل خزينة معمل الترميم، وأنه لم يتم اكتشاف السرقة سوى بعد أيام من الواقعة عند بدء استدعاء القطع التي سوف تسافر إلى المعرض والتي ضمنها الأسورة.
وأن التاريخ الذي أعلنته الداخلية هو بناء على اعترافات المتهمة بالسرقة، حيث أعطت كافة المعلومات إلى أجهزة البحث التي استطاعت أن تحل خبايا هذا اللغز.
وقد وجه مدير المتحف فور علمه باختفاء القطعة، والتي لم يكن هناك من يتخيل أنها خرجت من المتحف، بتشكيل لجنة لفحص المعمل بدقة، حيث من الممكن أن تكون القطعة موجودة في أي جزء من أجزاءه، وقد تشكلت اللجنة من وكيل المتحف، ومدير معمل الترميم، وعدد من الآثاريين والمرممين، وكان من بينهم المرممة المتهمة في الواقعة، والتي كانت في تلك الأثناء لازالت خارج دائرة الشبهات.
استطاعت أجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية وببراعة فائقة، التوصل لكافة تفاصيل الواقعة، حيث أعلنت عن ضبط المتهمين بسرقة أسورة أثرية نادرة من المتحف المصري بالتحرير، وكشفت أن المتهمة الرئيسية هي أخصائية ترميم بالمتحف قامت بسرقتها بأسلوب "المغافلة" ثم باعتها لشريك لها، الذي باعها بدوره لمالك ورشة ذهب قام بصهرها لإعادة تشكيلها، مما أدى لفقدانها نهائياً.
تفاصيل الواقعة
حدثت السرقة بتاريخ 9 سبتمبر 2025، عندما استغلت أخصائية ترميم بالمتحف وجودها في العمل لسرقة الأسورة من داخل خزينة حديدية بمعمل الترميم بأسلوب المغافلة، حيث وضعت قطعة تخصها -في عهدتها- في الخزينة الخاصة بالمعمل، ثم قامت بسحب الأسورة ووضعها في حقيبتها.
ثم تواصلت المتهمة الأولى مع تاجر فضيات من معارفها في السيدة زينب، الذي قام بشرائها مقابل 180 ألف جنيه.
الصهر والإخفاء
قام التاجر بدوره ببيع الأسورة لمالك ورشة ذهب في منطقة الصاغة مقابل مبلغ 194 ألف جنيه، ثم قام عامل بورشة الذهب بصهر الأسورة وإعادة تشكيلها كقطع أخرى لإخفاء آثارها، مما أدى إلى فقدانها نهائياً.
نتائج التحقيقات
قامت وزارة الداخلية بضبط كافة المتهمين المتورطين في الواقعة، وتم ضبط المبالغ المالية الناتجة عن بيع الأسورة بحوزتهم، وبعد مواجهتهم، اعترفوا بارتكاب الواقعة، وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين الأول والثاني احتياطياً على ذمة التحقيقات، وتم إخلاء سبيل الآخرين بضمان مالي.
وفي ذات السياق كان وزير السياحة والاثار قد أعلن في لقاء له مع الإعلامي عمرو أديب، أنه تأجل الإعلان عن الواقعة في البداية من قبل الوزارة لضمان سير التحقيقات، وأكد أن الأسورة المسروقة هي أسورة ذهبية مزينة بخرز من اللازورد وتعود لمقتنيات الملك أمنموبي من عصر الانتقال الثالث.
وكما حصل نيوز رووم على مذكرة الفقد، حصلنا أيضًا على محضر الجرد الذي أعقب واقعة الاختفاء، والذي صدر من اللجنة المشكلة من المتحف لمراجعة محتويات المعمل، والذي بناء عليه تم التقرير بفقدان الأسورة:



