هل يجوز ظلم الزوجة لإرضاء الأم؟ دار الإفتاء المصرية تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا حول حكم ظلم الزوج أو الزوجة من أجل إرضاء الأم، وجاء الاستفسار في سياق مشكلات أسرية تتعلق بتدخل الأمهات في الحياة الزوجية، مما قد يدفع أحد الطرفين إلى ظلم شريك حياته بدافع "بر الوالدين".
وأجابت دار الإفتاء المصرية مؤكدة أن ذلك لا يجوز مطلقًا، وعدَّته من البديهيات الشرعية والإنسانية، موضحة أن الظلم لا يجوز في أي حال من الأحوال، سواء كان من أجل إرضاء الأهل أو غيرهم.
ثقافة خاطئة بالمجتمع
وأشارت دار الإفتاء إلى أن ظلم الرجل للمرأة واستقوائه عليها كثيرًا ما يقع في المجتمع، ويرجع ذلك إلى ثقافة خاطئة ومتوارثة بين بعض الأفراد، مؤكدة أنه لا ينبغي للرجل الاستقواء على المرأة أيًا كانت صلته بها، سواء أكانت أمًّا أو زوجة أو أختًا أو ابنة.
الشريعة الإسلامية تنهى عن الظلم
وفي معرض ردها على سؤال آخر حول ما إذا كان ظلم الرجل للمرأة أشد عقوبة من غيره، أكدت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية تنهى عن أي ظلم، واستشهدت بحديث النبي ﷺ فيما يرويه عن ربه: «يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرَّمًا؛ فلا تظالموا».
كما استدلت بوصية الرسول ﷺ في قوله: «استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله»، مؤكدة أن الإسلام جعل المرأة أمانة في يد الرجل، لا محلًّا للظلم أو الاستقواء.
وأضافت أن النبي ﷺ كان مثالًا للرحمة في معاملته لابنته فاطمة – عليها السلام – حيث كان يلاطفها ويشبهها بالزهرة التي تُشم ولا تُفرك، مشيرة إلى أن العلماء قديمًا أكدوا أن فرك الورد يعني تحطيمه، وهذا مما لا يرضاه دين الله ولا يقبله الإسلام.
حسن معاملة المرأة
وختمت دار الإفتاء نصيحتها بالتأكيد على أن على كل رجل أن يُحسن معاملة المرأة، ويحفظها في رعايته ومسؤوليته، اقتداءً بسنة الرسول الكريم ﷺ، واتباعًا لتعاليم الدين الحنيف، التي أكدت على أن المرأة أمانة، وأن الزواج ميثاق غليظ قائم على الرحمة والاحترام المتبادل.