عاجل

دراسة| اضطرابات النوم تتنبأ بمرض باركنسون قبل سنوات

اضطرابات النوم تتنبأ
اضطرابات النوم تتنبأ بمرض باركنسون

بفضل دراستين متكاملتين أجرتهما جامعة مونتريال، أصبح العلماء الآن قادرين على تحديد، الأفراد الذين يعانون من اضطراب نوم معين والذين سوف يصابون بـ مرض باركنسون أو الخرف قبل سنوات.

ترتكز الدراسات على اضطراب سلوك النوم السريع المعزول وهي حالة يصرخ فيها الأشخاص أو يضربون أو يمثلون أحلامهم، وأحيانًا بعنف كافٍ لإيذاء شريك السرير.

ويصرح الأطباء بأن تلك الحالة ليست مجرد نوم مضطرب، بل هي علامة تحذير عصبية.

ويُصاب ما يقرب من 90% من المصابين بهذا الاضطراب في النوم بـ مرض باركنسون، ومع ذلك، كان من المستحيل حتى الآن معرفة متى سيظهر هذا المرض.

التنبؤ بمرض باركنسون

شملت الدراسة الأولى، التي قادتها طالبة الدكتوراه في علم الأعصاب بجامعة مونتريال «فيوليت أيرال» ونشرت في  مجلة علم الأعصاب  في 16 سبتمبر، 428 مشاركًا من 5 دول: كندا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وجمهورية التشيك.

وفحصت الدراسة الجهاز اللمفاوي في الدماغ، وهو شبكة تتخلص من الفضلات الأيضية أثناء النوم، بما في ذلك البروتينات المرتبطة بالتنكس العصبي، وعند اختلال هذا الجهاز، تتراكم الفضلات، مما قد يؤدي إلى أمراض مثل مرض باركنسون.

وباستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي المتقدمة المعروفة باسم DTI-ALPS، قام الباحثون بقياس الدورة الدموية للسوائل في مناطق محددة من الدماغ لدى 250 مريضًا يعانون من iRBD و178 من الأشخاص الأصحاء، مع متابعة متوسطة لمدة 6 سنوات.

النتيجة الرئيسية: كان المرضى الذين لديهم مؤشر DTI-ALPS منخفض في النصف الأيسر من الدماغ (مما يشير إلى انخفاض تدفق السوائل) أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بمقدار 2.4 مرة في السنوات التالية، ولم يُعثر على أي صلة بين الخرف وأجسام لوي.

هذا هو أول دليل على أن وظيفة الجهاز الليمفاوي، كما يتم قياسها بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي، يمكن أن تتنبأ بالتقدم إلى مرض باركنسون وهي أكبر دراسة دولية أجريت على الإطلاق حول هذا الموضوع بين المرضى الذين يعانون من اضطراب حركة العين السريعة أثناء النوم والذي تم تأكيده من خلال تخطيط النوم.

التنبؤ بمرض داء ليفي غلوب

ركزت الدراسة الثانية، التي قادتها طالبة الدكتوراه في علم النفس العصبي بجامعة مونتريال «سيلين حداد» ونشرت في مجلة  Alzheimer's & Dementia  في 19 سبتمبر، على 438 مشاركًا من نفس البلدان الخمسة مثل الدراسة الأولى.

اتُّبع نهج مختلف للتنبؤ بظهور خرف بشرِي عضلي وهو حالة تجمع بين أعراض مرض باركنسون (الرعشة، والتصلب) وأعراض تشبه أعراض مرض الزهايمر (ضعف الإدراك، والارتباك، والهلوسة). ويعد ثاني أكثر أنواع الخَرف التنكسي شيوعًا بعد الزهايمر.

قام الباحثون بقياس كمية "الماء الحر" وهو ماء غير مرتبط بخلايا الدماغ ويتدفق بحرية بينها في النواة القاعدية لماينرت، وهي منطقة أساسية للتفكير والاستدلال، ويعد هذا الماء الحر علامة على تغيرات مجهرية مبكرة، مثل الالتهاب أو فقدان الخلايا، ويُعد مؤشرًا غير مباشر على التنكس العصبي.

بعد متابعة متوسطة لمدة 8.4 سنوات، كانت النتائج مذهلة: كان لدى الأفراد الذين أصيبوا بداء خلل التنسج الليفي الدماغي (DLB) مستويات أعلى بكثير من الماء الحر في هذه المنطقة من الدماغ، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الخرف بـ 8 مرات، أثبتت هذه الطريقة أنها أكثر دقة من الطرق التقليدية القائمة على ضمور الدماغ.

تم نسخ الرابط