في يوم السياحة العالمي.. مصر تقترب من حلم الـ 30 مليون سائح

في يوم السياحة العالمي، استطاعت مصر خلال الـ 10 سنوات الماضية، أن ترفع من نسبة الإقبال على مزاراتها السياحية، حيث صرح وزير السياحة والآثار شريف فتحي، أننا شهدنا في عام 2025 زيادة بنسبة 22%، أي أننا اقتربنا من تحقيق الـ 17 مليون سائح، وفي خلال أعوام قليلة سنون على على أعتاب تحقيق حلم الـ 30 مليون سائح، وجاء ذلك من خلال تحسين الخدمات بمختلف الأماكن السياحة، والتي لم تقتصر على المزارات الأثرية والمتاحف والشواطئ بل امتدت لكافة أنحاء الدولة.
شبكة النقل والطرق
تضافرت جهود الدولة المصرية لتكوين شبكة متكاملة للنقل، آمنة سريعة سواء جوية أو برية، تربط بين أنحاء الجمهورية، حيث تم تشغيل الخط الثالث لمترو الأنفاق، وأيضًا الاقتراب من الانتهاء من الخط الرابع، وكذلك خط المونوريل، وكذلك خط القطار السريع، وبذلك سيكون قد تم ربط محافظة القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة، ومحافظة الجيزة حتى أكتوبر، من خلال مواصلات آمنة وسريعة.
خدمات المناطق الأثرية
في خلال السنوات القليلة الماضية تم الانتهاء من مشروع المتحف المصري الكبير، ومشروع المتحف القومي للحضارة المصرية، ومشروع تطوير منطقة الأهرامات، وكذلك قرب الانتهاء من مشروع تطوير المتحف المصري في التحرير، وترميم وإحياء مسارات أثرية عديدة، مثل مسار الدرب الأحمر، وصحراء المماليك، والعناية بخدمات القلعة وقصر محمد علي وشارع المعز لدين الله الفاطمي، وتطوير القاهرة الخديوية، مما جعل الزيارة السياحية أكثر سهولة.
الدفع والحجز الإلكتروني
طورت مصر من منظومة الدفع والحجز الأونلاين، بحيث لا تتعطل الأفواج السياحية أمام بوابات الدخول، وأصبح من الممكن لأي رحلة سياحية أن تحجز كامل تذاكر الدخول من الإسكندرية لأسوان من خلال المواقع الإلكترونية لوزارة السياحة والآثار، كما تم تزويد المواقع الأثرية بماكينات ذاتية الخدمة يستطيع السائح والزائر استخدامها بدون الرجوع لشباك التذاكر.
اليوم العالمي للسياحة
يُحتفل به سنويًا في 27 سبتمبر كمنصة دولية لرفع وعي المجتمع الدولي بدور السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وجاء القرار بإنشاء اليوم من خلال مبادرة منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة، وكان أول احتفال رسمي في عام 1980، ما جعله مناسبة دورية لعرض أولويات القطاع وتوجيه السياسات العامة.
مغزى الاحتفال
هو التذكير بأن السياحة تُعدّ محركًا للتنمية المستدامة تُولّد وظائف واسعة، تدعم دخل المجتمعات المحلية، وتحافظ (أحيانًا) على التراث الثقافي والطبيعي إذا ما أُديرت بشكل جيد، ويؤكّد يوم السياحة الحاجة لربط السياسات السياحية بأهداف التنمية المستدامة لضمان توزيع المنافع وتقليل الأضرار البيئية والاجتماعية.
تطور الاحتفال باليوم ليصبح منبراً سنوياً لتركيز الانتباه على قضية محددة، وتُختار دولة مضيفة للتعاون مع المنظمة في فعاليات الاحتفال، وفي عام 2025 حمل اليوم شعار “السياحة والتحوّل المستدام”، واحتفالات العام ركزت على كيف يمكن للسياحة أن تكون محركًا للتغيير الإيجابي عبر حوكمة أفضل، خطط استراتيجية، واستثمارات تراعي المردود الاجتماعي والبيئي.
السياحة اليوم تقف عند مفترق طرق
إمكانات اقتصادية كبيرة، لكنها تواجه تحديات ملموسة، منها تغيّر المناخ، والضغط على الموارد والبيئات المحلية، وتفاوت منافع القطاع، والتحوّل الرقمي الذي يعيد تشكيل السلوك السياحي، والردّ العملي على هذه التحديات يتطلب سياسات متكاملة، تراعي قياس الأثر، تنويع العروض المحلية، دعم المشاريع الصغيرة، وحماية الموارد الطبيعية والثقافية عبر آليات تمكّن المجتمعات المحلية.
وفي الخاتمة نجد أن العالمي للسياحة ليس يومًا رمزيًا فقط، بل فرصة سنوية لمساءلة السياسات وتحفيز شراكات جديدة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل تحوّل سياحي عادل ومستدام نحو سياحة تفيد الناس والكوكب معًا.