عاجل

شيخ الأزهر: حياة النبي لا يتحملها البشر العادي ولا يجود بما أجاد به

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن معنى الدعاء في قوله تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ۚ} هو النداء؛ حيث كان بعض الصحابة ينادونه صلى الله عليه وسلم باسمه؛ فأوضح لهم الله تعالى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- له حرمة، ويجب أن نتأدب معه، فهو صاحب الوحي؛ مصداقًا لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ}، والوحي هنا يرفعه صلى الله عليه وسلم إلى درجة الإنسان الكامل.

وقال شيخ الأزهر في برنامج "الإمام الطيب"، أننا حين نستقرئ حياته الشريفة، نوقن أنه لا يحتملها البشر العادي، ولا يجود بما جاد به هذا النبي الكريم؛ لأن الله تعالى هو الذي أدبه وربَّاه على هذه الفضائل؛ مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: "أدبني ربي؛ فأحسن تأديبي"، فشخصية بهذه المواصفات يجب أن يعرف من حوله قدره حين ينادونه؛ فلا ينادونه إلا بـ"يا رسول الله"، أو "يا نبي الله". وأوضح فضيلة الإمام الطيب ضرورة مراعاة أخلاق الإسلام في مناداة الكبير بشكل عام؛ فلا ينادى مجردًا باسمه، بل لا بُدَّ وأن يسبق اسمه بـ"حضرتك"، أو غيرها من كلمات التقدير والاحترام، لافتًا إلى أنه قد حدث هبوط مفاجئ على مستوى التربية في البيت ودور التعليم، وعلى مستوى ما يتلقاه الطفل من الإعلام بشكل عام، بجانب ما يتلقاه أبناؤنا اليوم من الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي بدأت تعبث بفطرتهم، وتشوهها، وتفرض عليهم سلوكيات لا تناسب تقاليدنا ولا أخلاقنا الإسلامية، إلا أن الله تعالى -ورغم كل ذلك- يبعث لهذه الأمة من يحميها من هذه الغيوم السوداء الداكنة التي تتدفق علينا من الغرب.

سبب نزول الآية

وحول سبب نزول الآية الكريمة في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، قال الإمام الطيب: إن هذه الآية قد نزلت لتجيب على تساؤل صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين سألوه "أقريب ربنا فنناجيه؟ أم بعيد فنناديه؟"، وقريب هنا: ليست قرب مكانة ولا قرب ذات، وإنما قرب علم وسمع ورحمة، مضيفًا أن الله تعالى يحب منَّا أن نتوجه إليه دائمًا بالدعاء؛ فهو تعالى لا تنفعه الطاعة، ولا تضره المعصية، ولكن صفات الذات الإلهية كالإكرام والعفو والغفران تتطلب من العبد الاتجاه إليه تعالى بالدعاء دائمًا؛ طلبًا للرحمة والعفو والغفران.

واختتم فضيلته، بالإشارة إلى أن الفارق بين الدعاء والتسبيح: أن الدعاء من ذكر الله، أما التسبيح فهو ثناء وإجلال وتنزيه لله سبحانه وتعالى، لافتًا إلى أن الدعاء يكون صدقة جارية؛ إذا كان من ولد صالح؛ مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتَفع به، أو ولد صالح يدعو له". فيكون الدعاء من الولد الصالح هنا صدقة جارية، يحصل ثوابها للمدعو له، سواء كان الأب أو الأم، موصيًا من يتوجه إلى الله بالدعاء بالثقة في الله، وأن يكون الحال عنده أن لا ليس له ملجأ إلا هذا الذي يدعوه، وأن الباقي كلهم عباد مثله لا يضرونه ولا ينفعونه.

تم نسخ الرابط