إيقاف تطبيق Neon بعد تسريب بيانات المستخدمين.. التفاصيل الكاملة

شهد متجر آبل ستور الأسبوع الماضي ظهور تطبيق جديد يحمل اسم Neon، استطاع أن يحقق انتشارًا صاروخيًا في وقت قياسي ليقفز إلى المرتبة الثانية في قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلًا.
الفكرة التي طرحها التطبيق بدت مثيرة للجدل لكنها جذابة للبعض دفع مقابل مالي للمستخدمين نظير تسجيل مكالماتهم الهاتفية، على أن تستخدم هذه البيانات في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.

لكن هذا النجاح لم يستمر طويلًا، إذ تعرض التطبيق إلى أزمة كبرى عقب اكتشاف ثغرة أمنية خطيرة هزت ثقة المستخدمين وأجبرت الشركة المطورة على إيقافه بشكل مفاجئ.
ثغرة Neon تهز ثقة المستخدمين
المشكلة بدأت بعدما كشف باحثون تقنيون عن خلل في النظام الأمني للتطبيق، حيث تبين أن خوادم Neon تسمح بالوصول إلى معلومات لم يكن من المفترض أن تكون متاحة للعامة، التحقيقات التقنية أوضحت أن الثغرة مكنت من:
- الاطلاع على النصوص الكاملة للمكالمات المسجلة.
- وجود روابط عامة لتحميل الملفات الصوتية الخام الخاصة بمستخدمين آخرين.
- كشف بيانات تعريفية حساسة مثل أرقام الهواتف، مدة المكالمات، وتوقيتها بدقة.
هذا يعني عمليًا أن أي شخص يمتلك خبرة تقنية متوسطة كان يمكنه اختراق خصوصية المستخدمين والوصول إلى بيانات شخصية بالغة الحساسية.
رد فعل الشركة المطورة
عقب اكتشاف الأزمة، أعلن مؤسس التطبيق أن فريق التطوير أوقف خوادم Neon بشكل كامل وبدأ عملية تدقيق أمني موسعة.

وفي رسالة رسمية للمستخدمين، أكدت الشركة "حماية بياناتكم هي أولويتنا القصوى، لذلك قررنا إيقاف التطبيق مؤقتًا لتعزيز مستويات الأمان قبل إعادة التشغيل".
كما أوضحت أنها ستضيف طبقات حماية جديدة لضمان عدم تكرار هذه الحوادث مستقبلًا.
آلية عمل تطبيق Neon
يعتمد التطبيق على تسجيل المكالمات الهاتفية بعد موافقة المستخدم، فإذا كان الطرفان يستخدمان التطبيق، يتم تسجيل المكالمة بالكامل، أما إذا كان أحد الطرفين فقط مشتركًا في Neon فيُسجَّل جانب واحد فقط.
هذه التسجيلات تباع لاحقًا لشركات الذكاء الاصطناعي وشركات تطوير المساعدات الصوتية، بعد إزالة البيانات التعريفية، أما الأرباح للمستخدمين فجاءت كالتالي:
- 0.30 دولار لكل دقيقة إذا كان الطرفان يستخدمان Neon.
- 0.15 دولار لكل دقيقة إذا كان أحد الطرفين فقط على التطبيق.
- مع حد أقصى يومي يصل إلى 30 دولارًا للمستخدم.
فكرة جذابة.. لكنها مثيرة للجدل
روّج التطبيق لنفسه باعتباره وسيلة تُمكّن المستخدمين من تحقيق مكاسب مالية مقابل بياناتهم بدلًا من استغلالها مجانًا من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى.

لكن الأزمة الأمنية الأخيرة فتحت الباب أمام تساؤلات جدية هل يمكن الوثوق بتطبيق يَعِد بحماية بيانات المستخدمين بينما فشل في تأمينها منذ أيامه الأولى؟.
مستقبل غامض أمام Neon
رغم تأكيد الشركة أنها ستعود قريبًا بعد معالجة الثغرة، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في استعادة ثقة المستخدمين، فسمعة أي تطبيق ناشئ قد تنهار سريعًا إذا ارتبط اسمه بتسريب بيانات أو انتهاك خصوصية.