باحث بمرصد الأزهر: التعليم حصن وقاية للمجتمع وسلاح لمواجهة التطرف

أكّد الدكتور عبد الوهاب إبراهيم، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن إشراقة العام الدراسي الجديد تجدد آمال الأسر والمجتمعات في بناء جيل واعٍ يحمل أمانة العلم ويصنع حاضراً ومستقبلاً مزهراً.
العلم أول وصايا السماء إلى أهل الأرض
وأضاف الدكتور عبد الوهاب إبراهيم خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الوحي الإلهي افتتح مسيرته بكلمة "اقرأ" لتكون القراءة والعلم أول وصايا السماء إلى أهل الأرض، مستشهداً بقوله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ..."، مشيراً إلى أن هذه الآيات تبين تكريم الله للإنسان بالعلم.
وأوضح أن التعليم في الإسلام ليس وسيلة لاجتياز الامتحانات فحسب، بل حصن وقاية للعقول ودرع حماية للمجتمع من الجهل والتطرف، مستشهداً بقول النبي ﷺ: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، مؤكداً أن العلم هو السلاح الأنجع لمواجهة الأفكار المنحرفة لأنه يفتح آفاق العقل ويمنحه القدرة على التمييز بين الحق والباطل.
وشدد الدكتور عبد الوهاب على دور المدرسة والأسرة والمؤسسات التعليمية في غرس القيم ودمج المعرفة بالتربية لبناء سياج يحمي الشباب من التيارات الفكرية الهدامة ويعزز الهوية الإسلامية المعتدلة، مستشهداً بقول الله تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ".
https://youtu.be/xBA3F7wEVbY?si=yzEb6YpLJXkuX8Hd
هل طلب العلم يقصد به العلوم الشرعية فقط؟.. شوقي علام يجيب
وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن فضل العلم والتعليم لا يقتصر على العلوم الشرعية فقط، بل يشمل كل العلوم الأساسية التي كانت سببًا في نهضة البشرية مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات والطب والهندسة، مشددًا على أن كل هذه العلوم متكاملة في بناء إنسان سوي ومجتمع قوي.
تعلم العلوم تكليف إلهي
وأشار مفتي الديار المصرية السابق، خلال حلقة برنامج "بيان للناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، إلى أن من يظن أن العلوم المدنية لا قيمة لها في الإسلام يخطئ، مؤكدًا أن تعلمها يؤدي فرض الكفاية الذي يسقط عن المجتمع الإثم إذا قام به بعض أفراده، وأن جميع العلوم من الشرعية والمدنية هي تكليف إلهي كما جاء في قوله تعالى: "اقرأ"، ولم يحدد نوع العلم، بل شمل كل ما ينفع الإنسان والمجتمع.
دعم التخصصات العلمية الحديثة لمواكبة التطورات العالمية
ولفت الدكتور شوقي علام إلى أن مصر بحاجة ماسة لدعم التخصصات العلمية الحديثة لمواكبة التطورات العالمية، مؤكدًا أن ترك الشباب لتخصصاتهم العلمية والاتجاه المفاجئ فقط إلى العلوم الشرعية يمثل فقدانًا لمواهب قد تكون قادرة على أن تكون آينشتاين جديد أو أحمد زويل أو مجدي يعقوب.
وأشار إلى ضرورة إعادة النظر في ثقافة اختيار الكليات، مبينًا أن القبول يجب أن يعتمد على مهارات وميول الطالب وليس على المجموع فقط، وتشجيع الهواة والمبدعين على دراسة العلوم التي تتوافق مع قدراتهم، لضمان إنتاج جيل قادر على قيادة المجتمع علميًا وعمليًا.
مصر تسير على الطريق الصحيح في دعم التعليم
وأكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح في دعم التعليم والعلم، مطالبًا باستمرار جهود تطوير المناهج والمعاهد والمراكز البحثية لضمان استمرار النهضة العلمية وبناء مجتمع قادر على مواجهة تحديات المستقبل، وتحقيق التفوق في كل التخصصات.