تنظيم ندوة بعنوان "القضايا القومية ومكافحة الفساد" بجامعة السويس

نظمت جامعة السويس ندوة توعوية بعنوان "القضايا القومية ومكافحة الفساد" برعاية دكتور أشرف حنيجل رئيس جامعة السويس، حاضر فيها اللواء محمد طلعت، مدير مكتب هيئة الرقابة الإدارية بمحافظة السويس، وبإشراف دكتور إيهاب شحاتة، عميد كلية التربية ومدير مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس، بحضور لفيف من السادة العمداء والوكلاء وأعضاء هيئة التدريس من مختلف الكليات، وذلك ضمن جهود الجامعة لنشر ثقافة النزاهة وتعزيز الوعي الوطني لدى القيادات الأكاديمية، في إطار البرنامج التدريبي الموحد للقيادات الجامعية وتأهيل المرشحين لوظيفة عميد كلية.
أكد دكتور أشرف حنيجل، أن هذه الندوة تأتي في إطار حرص الجامعة على ترسيخ قيم مكافحة الفساد بين جميع منسوبيها، خاصة القيادات الجامعية، لما لذلك من أثر بالغ في الرقي بالأمم والحفاظ على مقدراتها.
وأضاف أن نشر الوعي بمخاطر الفساد وآليات مواجهته يمثل خطوة جوهرية نحو بناء مؤسسات قوية وفعالة، قادرة على أداء دورها الوطني بكفاءة ومسؤولية.
واستهل اللواء محمد طلعت محاضرته بتوضيح مفهوم الفساد مستعرضًا التعريفات المتعددة التي تناولت هذا المصطلح من جوانب قانونية وإدارية ومجتمعية، مشيرًا إلى أن الفساد لا يقتصر على الرشوة أو الكسب غير المشروع، بل يشمل كافة أشكال الانحراف عن القواعد الأخلاقية والمهنية التي تضر بالمصلحة العامة وتعيق التنمية.
ثم تناول أنواع الفساد وتصنيفاته، موضحًا الفروق بين الفساد المالي، الإداري، والسلوكي، ومؤكدًا أن كل نوع يتطلب آليات مختلفة في الكشف والمعالجة، مما يستدعي تكاملًا مؤسسيًا وتعاونًا بين الجهات المعنية لمواجهته بفعالية.
ثم استعرض طلعت، جهود الهيئة في مكافحة الفساد، مشيرًا إلى إنشاء الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد كمنصة تدريبية تهدف إلى رفع كفاءة العاملين في هذا المجال، وتعزيز ثقافة النزاهة والشفافية في مؤسسات الدولة.
ثم تطرق إلى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي أطلقها فخامة السيد رئيس الجمهورية، والتي تمتد حتى عام 2030، وتمر بعدة مراحل تهدف إلى بناء منظومة متكاملة لمكافحة الفساد على مستوى الدولة، تشمل تطوير التشريعات، نشر التوعية، وتفعيل أدوات الرقابة والمساءلة.
وتناول المحاضر عددًا من الجرائم المرتبطة بالفساد مثل الكسب غير المشروع، غسيل الأموال، الرشوة، الابتزاز، واستغلال النفوذ، موضحًا كيفية التعامل القانوني معها، وآليات إثباتها، وأهمية الالتزام بالإجراءات السليمة أثناء التحقيق لضمان العدالة والردع.
وقد تم عرض مجموعة من الفيديوهات التوثيقية لجرائم فساد حقيقية، أظهرت كيفية ربط الأحداث والوقائع، واستخدام الأدلة المادية والرقمية في اكتشاف الجريمة، مع التأكيد على أهمية اتباع الممارسات الصحيحة في توثيق الجرائم لضمان إثباتها أمام الجهات القضائية.
واختتم اللواء محمد طلعت، المحاضرة بشرح مفصل حول كيفية الإبلاغ عن قضايا الفساد، موضحًا القنوات الرسمية المتاحة لتقديم البلاغات، وضمان سرية المعلومات، وتشجيع المواطنين والعاملين على المشاركة الفعالة في كشف الفساد باعتبارهم شركاء في حماية مقدرات الوطن وصون المال العام.