وكيل جهاز المخابرات الأسبق يكشف خفايا العلاقة بين مصر وحماس بعد 30 يونيو

أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصري الأسبق، أن العلاقة بين مصر وحركة حماس شهدت تغيرًا طبيعيًا بعد ثورة 30 يونيو 2013، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين ،وأوضح الدويري خلال حواره مع الإعلامي سمير عمر في برنامج "الجلسة سرية" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن مرحلة ما بعد 30 يونيو اتسمت بخفض مستوى التمثيل والتواصل مع حماس، نتيجة الاتهامات الموجهة إليها بالمشاركة في أعمال إرهابية داخل مصر.
وأضاف أن هذا التغير لم يكن بهدف قطع العلاقات بشكل كامل، مشيرًا إلى أن مصر كانت حريصة على توجيه رسائل واضحة لحركة حماس، لضمان فهمهم لموقف الدولة المصرية ، وقال: "كان من المهم أن تصل الرسالة لحماس بشكل مباشر وواضح، وقد فعلنا ذلك سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة".
حرص مصر على مصلحة الشعب الفلسطيني
وأشار الدويري إلى أن التوتر بين الجانبين لم يؤثر على إدراك حماس بأن تحركات مصر تأتي في إطار الحرص على مصلحة الشعب الفلسطيني، وليس من منطلق عداء للفصائل الفلسطينية. وأكد أن مصر، حتى أثناء حكم جماعة الإخوان، كانت تتواصل مع حماس بصفة منتظمة، وهو ما يعكس الثقة والمصداقية التي تتمتع بها المخابرات المصرية في إدارة الملف الفلسطيني.
وأوضح أن المخابرات المصرية تعمل دائمًا وفق توجيهات القيادة السياسية، مما يجعل أي خطوة تتخذها ضمن سياسة واضحة للحفاظ على مصالح الدولة والشعب الفلسطيني معًا.
رسائل مباشرة وواضحة
وأوضح الدويري أن رسائل مصر لحماس كانت تصل بأكثر من طريقة، لضمان فهم مضمونها بشكل صحيح، مؤكدًا أن حماس كانت تدرك تمامًا أن الإجراءات المصرية ليست شخصانية أو سياسية بحتة، بل تهدف لحماية الأمن القومي المصري ودعم الاستقرار في المنطقة.
وأضاف: "حتى عندما كانت جماعة الإخوان في الحكم، كنا نتواصل معهم، وهم يعلمون جيدًا أن مصر والقيادة والمفوضين بهذا الملف يتمتعون بثقة كبيرة ومصداقية عالية".
تأكيد على الشفافية والمصداقية
واختتم اللواء الدويري حديثه مؤكدًا أن مصر لم تخدع حماس يومًا، وأن كل تحرك يتم وفق رؤية واضحة ومصلحة الشعب الفلسطيني. وقال: "أقسم بالله أننا لم نخدعهم يومًا، ويعرفون أننا حريصون على مصلحة الشعب الفلسطيني".
كما أكد أن المرحلة التي تلت 30 يونيو مثلت مرحلة ضبط العلاقة مع حماس، بهدف تحقيق التوازن بين الحفاظ على الأمن القومي المصري والانفتاح على الفصائل الفلسطينية بما يخدم مصالح المنطقة.