الدويري: اتهام مبارك بشأن فلسطين ظلم فادح ودعمه سيبقى خالداً

أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، أن ما تم توجيهه من انتقادات واتهامات إلى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حول موقفه من القضية الفلسطينية لا يستند إلى أي حقائق، واصفًا هذه الاتهامات بأنها "ظلم فادح"، مشددًا على أن التاريخ والوقائع تشهد بمساندة مبارك للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وقال الدويري، خلال حوار خاص ببرنامج "الجلسة سرية" مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية": "كل ما قيل في هذا الملف لا يرقى إلى الحقيقة، وسيحاسب الله من روج لهذه المزاعم."
دعم ثابت منذ اتفاق أوسلو
أوضح الدويري أن الرئيس مبارك لعب دورًا محوريًا في دعم الموقف الفلسطيني منذ توقيع اتفاق أوسلو على الأراضي المصرية، مرورًا باتفاق غزة–أريحا، وحتى نهاية عهد الرئيس ياسر عرفات ،وأضاف أن القاهرة واصلت هذا النهج حتى السنوات الأخيرة من حكم مبارك، مشيرًا إلى أن مصر "لم تُحسب عليها أي خطوة معادية للفلسطينيين" خلال هذه الفترة.
وشدد وكيل المخابرات الأسبق على أن مبارك ظل ثابتًا على موقفه الداعم للفلسطينيين، معتبرًا أن هذا الدعم "سيسجل في ميزان حسناته"، لأنه كان نابعًا من قناعة راسخة بأهمية القضية الفلسطينية، وضرورة وقوف مصر إلى جانبها.
اجتياز الحدود عام 2008
واستعاد الدويري واحدة من أكثر اللحظات حساسية في هذا الملف، حين اجتازت حركة حماس وعدد من التنظيمات الفلسطينية الحدود المصرية في يناير 2008 ، وقال: "وصلتنا رسالة مباشرة من الرئيس مبارك في ذلك الوقت، مضمونها: ’سيبوا الناس تدخل، جائعين وعطشانين وعايزين يشتروا حاجاتهم.. سيبوهم كام يوم وبعدين هيرجعوا تاني‘."
وأضاف: "كانت التعليمات واضحة وصريحة بألا تُطلق طلقة واحدة على أي فلسطيني دخل الحدود مصر تعاملت مع الموقف بأعلى درجات المسؤولية والهدوء، وهو ما عكس رؤية مبارك الإنسانية والسياسية في آن واحد."
تجاوز المواقف الصعبة
وأشار الدويري إلى أن مبارك أظهر مرونة وحكمة في التعامل مع مواقف صعبة، مثل خروج مظاهرة في الضفة الغربية هاجمته بالاسم. وأوضح أن القيادة المصرية وقتها استوعبت الموقف بهدوء ولم تنجرف وراء أي رد فعل انفعالي، لأن القضية الفلسطينية كانت بالنسبة لمصر قضية شعب بأكمله تحت الاحتلال، وليست قضية شخصية.
وأكد أن كل ما نسب إلى مبارك من تهم أو مزاعم تتعلق بتقصيره تجاه الفلسطينيين غير صحيح، مضيفًا أن من تابعوا هذه الملفات عن قرب يدركون جيدًا حجم الدعم المصري المتواصل لهم في عهده.
نهج وطني ممتد مع السيسي
واختتم اللواء الدويري حديثه بالتأكيد على أن الرئيس مبارك كان يتعامل مع الملف الفلسطيني بعقلية "المناضل والمقاتل الوطني"، وهو النهج نفسه الذي يتبعه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم ، واعتبر أن استمرارية هذا الدور المصري تعكس ثبات القاهرة على موقفها التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، مهما اختلفت الظروف وتغيرت التحديات.