هل يمكن أن تؤدي «عضة» لتلف في خلايا المخ والوفاة.. استشاري يجيب

حذرت الدكتورة أميرة الخياط، استشاري طب وجراحة الحيوانات الأليفة، من خطورة مرض السُعار، مؤكدة أنه من أخطر الأمراض الفيروسية المعروفة، حيث تصل نسبة الوفيات الناتجة عنه إلى 100% في حال ظهرت الأعراض، ومع ذلك يمكن الوقاية منه بنسبة 100% أيضًا".
الفيروس يهاجم الجهاز العصبي ويتجنب الجهاز المناعي
وأوضحت الخياط خلال لقائها عبر قناة الشمس، أن فيروس السُعار يتميز بقدرته العالية على مهاجمة الجهاز العصبي المركزي، تحديدًا المخ والنخاع الشوكي، وهو ما يجعله فريدًا من نوعه بين الفيروسات.
وقالت إن "الخطير في هذا الفيروس أنه يتجنب الجهاز المناعي عمدًا، إذ يتحصن داخل الخلايا العصبية، وهي خلايا لا يُفرز ضدها أجسام مضادة بشكل مباشر، لأن الجسم يحاول دائمًا حمايتها بسبب صعوبة تجددها".
كيف ينتقل الفيروس؟
وأشارت إلى أن الفيروس يوجد في لعاب الحيوان المصاب، وغالبًا ما ينتقل إلى الإنسان عن طريق عضّة من حيوان مسعور، ولكن قد ينتقل أحيانًا عن طريق اللعاب إذا لامس جرحًا مفتوحًا أو خدوشًا في الجلد، أو عبر الأغشية المخاطية مثل العين والفم.
ونوهت إلى أن العدوى تتطلب عادة أن تكون العضة عميقة، حيث يستقر الفيروس أولاً في أنسجة العضلة، ثم يبدأ في التحرك سريعًا عبر الخلايا العصبية، متجهًا إلى النخاع الشوكي ثم المخ".
فيروس السُعار لا يسلك المسار التقليدي لبقية الفيروسات
وأوضحت الخياط أن الفيروس لا يسلك الطريق المعتاد لبقية الفيروسات التي تنتقل عبر الدم، بل يتحرك عبر الأعصاب، كأنه يسير داخل كابلات كهربائية، وهذا ما يمنحه سرعة كبيرة في الوصول إلى الجهاز العصبي، ويجعله أكثر صعوبة في الاكتشاف المبكر".
وأشارت إلى أن الفيروس عندما يصل إلى المخ، يخترق حاجز الدم الدماغي (Blood-Brain Barrier)، ويبدأ في إحداث تلف مباشر في خلايا الدماغ، ما يؤدي إلى ظهور أعراض عصبية خطيرة مثل التشنجات، شلل العضلات، اضطرابات في البلع والتنفس، والوفاة".
أعراض المرض وسبب الخوف من الماء
وأضافت أن من أشهر الأعراض المعروفة لدى المصابين بالسُعار هو الخوف من الماء (الهيدروفوبيا)، حيث يصاب المريض بصعوبة شديدة في البلع، ما يجعله يخاف من شرب المياه، إلى جانب التهيج العصبي، وفقدان السيطرة على العضلات، ثم الدخول في غيبوبة تنتهي بالوفاة.
وأكدت الخياط أن سرعة التدخل بعد العضّة أمر بالغ الأهمية، موضحة أن الخطوة الأولى تكون تنظيف الجرح جيدًا، ثم حقن أجسام مضادة (غلوبولينات مناعية) موضعية لمهاجمة الفيروس قبل وصوله إلى الأعصاب".
وقالت: "بعد ذلك، يتم البدء في برنامج التطعيم الوقائي (Post-Exposure Prophylaxis) وهو ما يساعد على منع تطور الفيروس ومنع الوفاة".
هل مكان العضة يغير من خطورة الإصابة؟
وأشارت الخياط إلى أن موقع العضة على الجسم يلعب دورًا كبيرًا في تحديد مدى الخطورة، موضحة أن "العضات التي تكون في الرأس أو الرقبة أو الأطراف العلوية تعتبر أكثر خطورة، لأنها أقرب إلى الجهاز العصبي المركزي، ما يُسرّع وصول الفيروس إلى المخ".
وأضافت: "أما العضّات في الأطراف السفلية مثل الأرجل، فتكون فترة حضانة الفيروس فيها أطول، وقد تمتد لعدة أشهر أو حتى عام قبل ظهور الأعراض، مما يمنح فرصة أكبر للتدخل الوقائي".