يوتيوب يطلق ميزة جديدة لإخفاء التوصيات في نهاية الفيديوهات

في خطوة تعكس اهتمام المنصة بتحسين تجربة المستخدم، أطلقت يوتيوب ميزة جديدة تتيح للمشاهدين إخفاء النوافذ التوصياتية التي تظهر في نهاية الفيديوهات، والتي لطالما اعتُبرت مصدرًا للتشويش البصري، خاصة عند تغطيتها للّحظات الأخيرة من المحتوى.
الميزة الجديدة تُمكّن المستخدم من الضغط على زر "إخفاء" في الزاوية العلوية اليمنى من مشغل الفيديو، لإزالة النوافذ المنبثقة الخاصة بالتوصيات من الفيديو الحالي فقط، مع إمكانية استعادتها لاحقًا عبر زر "إظهار". هذا التحديث لا يؤثر على باقي الفيديوهات في المنصة، ويمنح المشاهد تحكمًا أكبر في طريقة عرض المحتوى.
شكاوى من تأثير النوافذ التوصياتية
ويأتي هذا التغيير استجابةً لمطالبات متكررة من المستخدمين الذين اشتكوا من تأثير النوافذ التوصياتية على وضوح المشهد النهائي، مما دفع يوتيوب إلى إعادة النظر في تصميم واجهة المشاهدة.
كما أعلنت المنصة عن إزالة زر "الاشتراك" الذي كان يظهر عند تمرير المؤشر فوق العلامة المائية الخاصة بالقناة، موضحة أن زر الاشتراك الأساسي لا يزال متاحًا أسفل مشغل الفيديو.
وأكدت يوتيوب أن هذه التحديثات جاءت بناءً على تعليقات المستخدمين الذين طالبوا بتجربة أكثر تركيزًا، دون عناصر إضافية تشتت الانتباه.
أما بالنسبة لصناع المحتوى، فأوضحت الشركة أن خيار إضافة النوافذ التوصياتية لا يزال متاحًا، وأن التأثير المتوقع على نسب المشاهدة ضئيل للغاية، حيث أظهرت تجارب داخلية أن تفعيل خيار الإخفاء أدى إلى انخفاض أقل من 1.5% في عدد المشاهدات الناتجة عن التوصيات، كما أن أقل من 0.05% من الاشتراكات تأتي من زر العلامة المائية.
بدأت رحلة يوتيوب في بدايات الألفية الثالثة، حيث كان الإنترنت يفتقر إلى منصة موحدة تتيح للمستخدمين مشاركة مقاطع الفيديو بسهولة.
وكانت تجربة رفع الفيديوهات معقدة، وتتطلب معرفة تقنية متقدمة، مما جعل المحتوى المرئي حكرًا على الشركات الكبرى. وسط هذا الفراغ، ظهرت فكرة يوتيوب.
في عام 2005، قرر ثلاثة موظفين سابقين في شركة PayPal تشاد هيرلي، ستيف تشين، وجواد كريم تحويل هذا التحدي إلى فرصة.
بعد أن واجهوا صعوبة في مشاركة فيديوهات لحفل عشاء مع أصدقائهم، خطرت لهم فكرة إنشاء موقع يسمح لأي شخص برفع ومشاركة الفيديوهات دون تعقيدات تقنية.
انطلقت المنصة من مرآب صغير في كاليفورنيا، وبدأت تجذب المستخدمين بسرعة غير مسبوقة، بفضل واجهتها البسيطة وسهولة الاستخدام.
لم يكن يوتيوب مجرد موقع لعرض الفيديوهات، بل أصبح مساحة للتعبير الحر، والتفاعل، وصناعة المحتوى المستقل.
في نوفمبر 2006، استحوذت شركة جوجل على يوتيوب مقابل 1.65 مليار دولار، لتبدأ مرحلة جديدة من النمو والتوسع.
وتحت مظلة جوجل، حصل يوتيوب على بنية تحتية قوية، ودعم تقني هائل، مما ساعده على التحول إلى أكبر منصة فيديو في العالم.
ويُعد يوتيوب اليوم أكثر من مجرد موقع؛ إنه منصة إعلامية واجتماعية، تؤثر في الثقافة، التعليم، والسياسة، وتمنح ملايين المستخدمين حول العالم القدرة على صناعة محتوى والوصول إلى جمهور عالمي بضغطة زر. ومن فكرة بسيطة لمشاركة فيديو منزلي، أصبح يوتيوب حجر الأساس لعصر الإعلام الرقمي الحديث.