هل الوضع سيسوء في أوكرانيا بسبب أزمة ترامب والكرملين؟.. خبير دولي يُجيب

علق طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، على تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي اتهم فيها روسيا برفض وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن ما ورد في تصريحات زيلينسكي ليس جديداً، فمنذ بداية الأزمة وهو يوجه الاتهامات لروسيا بأنها لا تسعى إلى إنهاء الحرب، وهو أمر متكرر ولا يغيّر من واقع الأمور شيئاً.

الكرملين يرد على وصف ترامب: روسيا ليست "نمراً من ورق"

وأشار البرديسي، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن هذه التصريحات تتماشى مع الخطاب الغربي المعتاد، لكنها لا تضيف أي تقدم حقيقي نحو وقف إطلاق النار، وحول وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لروسيا بأنها "نمر من ورق"، أكد البرديسي أن هذا الوصف غير واقعي ولا يعكس حقيقة الموقف الروسي.

وأوضح أن الرد الروسي على هذه التصريحات كان ضرورياً، لأن السياسة لا تنفصل عن الخطاب الإعلامي، ولا يمكن تجاهل هذا النوع من الاتهامات العلنية، مشيرا إلى أن روسيا دولة عظمى عسكرياً، وتمكنت من الصمود أمام دعم أمريكي وأوروبي واسع لأوكرانيا، وهو ما ينفي بشكل قاطع مزاعم ترامب.

وعود ترامب بإنهاء الحرب في 24 ساعة غير واقعية

ونوه البرديسي إلى أن الحديث المتكرر من ترامب عن قدرته على إنهاء الحرب خلال 24 ساعة يفتقد إلى الواقعية والدقة السياسية، مشيرا إلى أن الوقائع على الأرض تنفي تلك الوعود وتكشف عن سطحية في فهمه لتعقيدات الأزمة الأوكرانية.

وفيما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه الحرب، أشار البرديسي إلى أن الولايات المتحدة، رغم كونها قوة عظمى، باتت تواجه تحديات متزايدة في الحفاظ على مصداقيتها السياسية والدبلوماسية.

وأكد أن "الثقة في قدرة أمريكا على حماية حلفائها وتأمين الاستقرار العالمي بدأت تتآكل، بسبب هذا الغموض السياسي والارتباك في القرارات.

ترامب واستفزازاته المتكررة: أسلوب دائم يتجاوز روسيا

أوضح البرديسي أن استفزاز ترامب لروسيا ليس سلوكاً استثنائياً، بل هو جزء من نمط عام في شخصيته، يشمل التلاسن حتى مع حلفائه الأوروبيين، مشيرا إلى أن هذه التصرفات تسيء لصورة الولايات المتحدة أمام العالم، حيث تتكرر مشاهد تجاوز الأعراف والبروتوكولات من جانب ترامب بشكل يسيء له ولبلاده.

تأثير سلبي على صورة أمريكا واحترامها الدولي

اختتم البرديسي مداخلته بالتأكيد على أن ترامب بتصرفاته لا يضيف لقوة بلاده شيئاً، بل يسهم في تراجع احترامها ومكانتها على الساحة الدولية، مشددا على أن الدول الكبرى يجب أن تلتزم بالسياق الحضاري والدبلوماسي، وهو ما يغيب عن سلوك ترامب المتكرر في تعامله مع قادة العالم.