الرئيس الإيراني يصل إلى الأمم المتحدة سعياً لتجنب المزيد من العقوبات

يلقي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء في الوقت الذي تواجه فيه بلاده مفترق طرق بعد أن عانت من حرب قصيرة مع إسرائيل والولايات المتحدة ومعاناتها من العقوبات.
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، يأتي بيزشكيان، وهو طبيب متخصص في أمراض القلب والأوعية الدموية تحول إلى سياسي ذو آراء معتدلة، إلى نيويورك بحثاً عن طريقة لمنع عودة المزيد من العقوبات على بلاده ــ هذه المرة من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ــ بسبب الخلافات مع الأوروبيين بشأن البرنامج النووي الإيراني.
في يونيو، اندلعت حرب بين إسرائيل وإيران استمرت 12 يومًا بعد أن شنت إسرائيل غارات جوية مفاجئة على منشآت عسكرية إيرانية واغتالت أعضاءً من قياداتها العسكرية العليا، وردّت إيران بشن هجمات صاروخية باليستية على إسرائيل. وقصفت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية الثلاث، مما أدى فعليًا إلى تعطيل برنامجها النووي.
وسوف يظهر بيزيشكيان على المسرح العالمي للمرة الأولى منذ الصراع في يونيو، سعيا إلى للتركيز على العدوان العسكري غير المبرر من جانب إسرائيل والولايات المتحدة، والآن للعقوبات المحتملة من أوروبا، وفقا لمسؤولين إيرانيين مطلعين على التخطيط لزيارة الرئيس.
لطالما زعمت إيران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وأنها لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة مراقبة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، والتي كان لديها مفتشون وكاميرات في المنشآت الإيرانية حتى وقت الهجمات، أنها لم تعثر على أي دليل على أن إيران كانت تسلح برنامجها.
كما سرّعت إيران برنامجها النووي، حيث قامت بتخصيب اليورانيوم إلى درجةٍ تقترب من درجة صنع الأسلحة، وراكمَت مخزونًا كافيًا من اليورانيوم المخصب لصنع عدة قنابل إذا ما قررت تسليح نفسها.
هل يجتمع الرئيس الإيراني بترامب على هامش فعاليات الأمم المتحدة؟
في سياق متصل، يسعى التيار المعتدل في إيران إلى إقناع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بلقاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في محاولة لخفض الضغوط المتصاعدة على طهران، ومع ذلك، فإن المعارضة الشديدة من قبل التيار المتشدد تجعل فرص حدوث مثل هذا اللقاء ضعيفة للغاية.
ووصفت صحيفة "جافان"، المعروفة بقربها من الحرس الثوري، الفكرة بأنها "قشر موز تحت قدمي بزشكيان"، مذكّرة بأن ترامب نفسه سبق أن مزق الاتفاق النووي الموقع عام 2015، مما يعزز الشكوك حول جدوى أي حوار مباشر معه.
ومنذ القطيعة العميقة التي أعقبت الثورة الإيرانية عام 1979، لم يعقد أي لقاء مباشر بين رئيس أمريكي وآخر إيراني، باستثناء اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني في نيويورك عام 2013.
لكن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان نفى احتمالية لقائه بترامب في نيويورك، مؤكدًا لا يرغب في مقابلة شخص يرغب في إظهار القوة والتسلط والتدمير.