عاجل

من التقارب إلى التصعيد.. تغير لهجة ترامب تجاه موسكو يثير الجدل

ترامب وبوتين- أرشيفية
ترامب وبوتين- أرشيفية

على عكس مواقفه السابقة التي سعت لتجنب الصدام مع روسيا والاكتفاء بسياسة العقوبات لإنهاء الحرب الأوكرانية، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، من لهجته، مؤكدًا أن كييف قادرة على استعادة جميع أراضيها المحتلة من قِبَل روسيا، مطالبًا أوكرانيا بالتحرك الآن واستغلال ما وصفه بأزمة اقتصادية كبيرة تواجه موسكو.

تصريحات متصاعدة

وكان ترامب قد دعا، الثلاثاء، حلف الناتو إلى إسقاط الطائرات الروسية التي تخترق مجاله الجوي، بعد تسجيل عدة انتهاكات لأجواء دول الحلف بمقاتلات ومسيّرات روسية.

ويأتي تغير لهجة ترامب تجاه الحرب الأوكرانية بعد فشل مساعيه السابقة للتقارب مع روسيا، حيث اجتمع الشهر الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، وأبدى حينها تأييده لمقترح موسكو بضرورة تنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها لإنهاء الحرب.

لكن في الأسابيع الأخيرة، أعرب ترامب عن إحباطه من بوتين، واصفًا إياه بـ"المجنون"، ومعتبرًا وعوده بوقف إراقة الدماء في أوكرانيا "بلا معنى".

وقال ترامب في يوليو الماضي: "لست راضيًا عن بوتين، لأنه يقتل الكثير من الناس".

"نمر من ورق"

وكتب ترامب، أمس، على موقع "تروث سوشيال"، بعد لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة:
"بوتين وروسيا في مأزق اقتصادي كبير، وهذا هو الوقت المناسب لأوكرانيا للتحرك. بعد رؤية المتاعب الاقتصادية التي تسببها الحرب لروسيا، أعتقد أن أوكرانيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، في وضع يسمح لها بالقتال واستعادة كامل أراضيها"، واصفًا روسيا بأنها "نمر من ورق".

في المقابل، قال زيلينسكي إنه فوجئ بتصريحات ترامب حول إمكانية استعادة أوكرانيا لجميع أراضيها، واصفًا لقائه مع الرئيس الأمريكي بأنه "جيد وبنّاء".

أسباب التحول

وبحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، فإن التغير في موقف ترامب ربما يرتبط بالواقع العسكري والاقتصادي، حيث تدفع روسيا ثمنًا باهظًا للحرب على صعيد القوة البشرية والمالية. كما قد يكون لتأثير الحلفاء الأوروبيين دور في هذا التحول، بعد أن عززت دول الناتو مساعداتها لكييف، ونصحت واشنطن بضرورة توخي الحذر في التعامل مع بوتين.

وأضافت الشبكة أن السياسة الداخلية الأمريكية أيضًا عامل مؤثر، إذ يتعرض ترامب لانتقادات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بسبب نهجه "اللين" سابقًا تجاه موسكو.

مماطلة روسية وتصعيد محتمل

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الثلاثاء، إن "مماطلة روسيا في دفع عملية السلام في أوكرانيا دفعت ترامب إلى إعادة النظر في موقفه"، مشيرًا إلى أن صبر الرئيس الأمريكي على أمل تحقيق إنجاز دبلوماسي لم يسفر سوى عن حالة ركود، بل أدى إلى مرحلة تصعيد مع تزايد الغارات الروسية مؤخرًا.

وأضاف روبيو: "نراقب أيضًا تعديات على الأجواء المجاورة سواء بمسيّرات أو طائرات مأهولة"، محذرًا موسكو من عقوبات اقتصادية محتملة، ومؤكدًا أن واشنطن ستواصل تزويد كييف بالأسلحة.

واختتم قائلًا: "الرئيس رجل صبور جدًّا وملتزم بالسلام، لكن صبره ليس بلا حدود".

تم نسخ الرابط