مرصد الأزهر يستقبل وفدًا من الأئمة والدعاة من 8 دول

استقبل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف وفدًا من الأئمة والدعاة من ثماني دول إفريقية وآسيوية، وذلك في إطار جهوده المستمرة لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة الأفكار المتطرفة ونشر قيم الاعتدال. ضم الوفد ممثلين من غينيا بيساو، السودان، الهند، الجزائر، تنزانيا، بنين، توجو، ومدغشقر.
مرصد الأزهر يستقبل وفدًا من الأئمة والدعاة من 8 دول
هدفت الزيارة إلى تعريف الوفد بالدور المحوري الذي يقوم به مرصد الأزهر في رصد وتحليل الفكر المتطرف بـ 13 لغة مختلفة، والرد على الشبهات التي تروجها الجماعات الإرهابية. وقد استقبل الوفد كل من الدكتور إيهاب شوقي، مشرف وحدة التقارير الدورية، والدكتور مصطفى البدري، مشرف وحدة الرصد باللغة الإسبانية، وحازم أبوالعينين، مشرف الوحدة الإعلامية بالمرصد.
خلال اللقاء، قدم مشرفو الوحدات عرضًا تفصيليًا لآليات عمل المرصد، بدءًا من عملية الرصد الدقيق للمحتوى المتطرف على الإنترنت، مرورًا بتحليل هذه المواد، وصولًا إلى إصدار تقارير دورية ودراسات متعمقة، بالإضافة إلى إعداد حملات توعوية إعلامية بلغات متعددة.
من جانبهم، أشاد الوفد بجهود المرصد في هذا المجال، مؤكدًا على أهمية تبادل الخبرات والمعرفة لمواجهة التحديات المشتركة، وتنظيم دورات تدريبية مشتركة للأئمة والدعاة، وتوفير الدعم المعرفي والمنهجي لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف في مجتمعاتهم المحلية.
التطرف الديني واللاديني
أكد الدكتور مختار عبد الله، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن فعاليات معسكر أوائل الثانوية الأزهرية الذي نظمه المرصد ارتكزت على محاور مهمة جدًا كان هدفها الأساسي تثقيف الطلاب وتحفيزهم على تحصين أنفسهم ضد الفكر المتطرف بجميع أشكاله.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، أمس الثلاثاء، أن المعسكر تناول محاور متعلقة بالتطرف الديني واللاديني، ومهارات التفكير النقدي، وكيفية التعامل مع الشبهات الفكرية، فضلًا عن ترسيخ قيمة الوسطية كمنهج حياة لمواجهة أفكار المتطرفين.
مخاطر وفوائد وسائل التواصل الاجتماعي
وأشار الدكتور مختار إلى أن ورش العمل المتنوعة ناقشت قضايا محورية مثل مخاطر وفوائد وسائل التواصل الاجتماعي، وبناء الوعي الرقمي، وطرق التمييز بين المحتوى الهدام والبنّاء، والتصدي للشائعات وخطاب الكراهية، مشددًا على ضرورة أن يمتلك الشباب ثقافة منفتحة تمكنهم من الحوار والنقاش بوعي خاصة مع اقترابهم من المرحلة الجامعية.
التواصل الإنساني بين الطلاب والمشرفين
وأضاف أن تفاعل الطلاب مع الأنشطة كان لافتًا؛ حيث عبّروا عن تجاربهم الثقافية والاجتماعية، وشاركوا في النقاشات والورش العملية، ما جعل المعسكر تجربة تعليمية متكاملة عززت التواصل الإنساني بين الطلاب والمشرفين، من خلال العيش المشترك والمشاركة في الأنشطة اليومية من صلاة وطعام وجولات ميدانية في أرض سيناء المباركة.
غرس روح الانتماء للوطن
وأوضح أن أهداف المعسكر قد تحققت بالكامل، سواء على المستوى التثقيفي والتعليمي بفتح عقول الشباب على ثقافة الوسطية، أو على المستوى الوطني عبر غرس روح الانتماء للوطن وتعريفهم بأهم كنوز مصر التاريخية والدينية في سيناء، وهو ما انعكس على شعورهم بالفخر والاعتزاز عند العودة.
ومن جانبه، عبّر الطالب أحمد حرب، أحد أوائل الثانوية الأزهرية المشاركين في المعسكر، عن امتنانه للقائمين على المبادرة، مؤكدًا أنها أخرجته من أجواء الثانوية وأعطته فرصة للاحتكاك بأساتذة جامعيين والتعرف على آفاق جديدة.
وأشاد بفلسفة اختيار سيناء كوجهة للمعسكر لما لها من قيمة دينية ووطنية، إذ أتيحت له فرصة زيارة مواقع أثرية مثل جبل التجلي وحمام فرعون واستشعار روحانية المكان.