تحرش وهتك عرض وشذوذ.. الجرائم الجنسية لا تفرق بين كبير وصغير في القليوبية

شهدت محافظة القليوبية خلال عام 2025 من سلسلة من الحوادث المؤلمة التي طالت فتيات في أعمار مختلفة، وأثارت جدلًا واسعًا في الشارع، بعدما تنوعت بين التحرش والاعتداء الجنسي والخطف، وصولًا إلى وقائع السحل والعنف البدني. ورغم اختلاف تفاصيل كل واقعة، إلا أن القاسم المشترك بينها هو حجم الخطر الذي يهدد الفتيات، والآثار النفسية والاجتماعية المترتبة على تلك الوقائع.
أبرز الوقائع هذه الوقائع
قيام مدير مدرسة بشبين القناطر بالتحرش بطالبة في مصلية المدرسة حيث بدأت الجهات المختصة بشبين القناطر بمحافظة القليوبية التحقيق مع مدير مدرسة بشبين بالقناطر بعد اتهامه بالتحرش بطالبة في الصف الأول الثانوي.
وأشار مصدر أمني إلى أنه فور القبض على المتهم جرى مناقشته أمام أجهزة الأمن في تهم التحرش الموجهة إليه، فحاول الإنكار تارة واعترف تارة أخرى، وجارٍ عرضه حاليًا على جهات التحقيق المختصة.
وكشفت التحريات أن مدير المدرسة "م.ف.ف" 58 عامًا مقيم بكفر شبين، استدرج الطالبة إلى غرفة المصلية داخل المدرسة، وعرض عليها هاتفًا محمولًا وخاتمًا ذهبيًا مقابل ملامسة أجزاء من جسدها، إلا أن الطالبة رفضت مساومته واعتدت عليه بالضرب، قبل أن تهرب وتبلغ شقيقها الذي سارع بالاتصال بالنجدة.
على الفور، تمكن المقدم محمود إسماعيل، رئيس مباحث مركز شرطة شبين القناطر، من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة.
كما أسفر فحص هاتفه المحمول وخزينة مكتبه عن العثور على صور وفيديوهات خادشة للحياء تخص طلابًا آخرين، بجانب مقتنيات وأموال كان يستخدمها في استدراج ضحاياه
وتأتى واقعة هتك عرض طفلة تبلغ من العمر 12 عاما واقعة صادمة أخرى والتى أصدرت بشأنها محكمة جنايات شبرا الخيمة حكمًا بالسجن المشدد عشر سنوات على عامل أدين بهتك عرض طفلة بمنطقة الخصوص، في واحدة من القضايا التي لاقت استياءا واسعا من الأهالي بمدينة الخصوص من تلك الفعلة المشينة.
وواقعة أخرى تمثلت في خطف فتاة واعتداء عليها بالإكراه، حيث عاقبت المحكمة متهما بالسجن المؤبد بعد تورطه في استدراج فتاة وخطفها والاعتداء عليها بالإكراه، في واقعة عكست خطورة الحادث القائم على التهديد والإجبار للفتاة.
وشهدت محافظة القليوبية واقعة استدراج طالبة إلى المقابر وهتك عرضها، حيث أقدم ثلاثة طلاب في مرحلة التعليم الإعدادي على استدراج زميلتهم إلى مقابر القرية، حيث تعرضت لهتك عرض وتم تصويرها بهاتف محمول، قبل أن تتمكن أجهزة الأمن من ضبط المتهمين والتحقيق معهم واحالتهم للنيابة والمحاكمة.
وفي واقعة صادمة اقدم عجوز على هتك عرض حفيده 8 سنوات في شبرا الخيمة، حيث تم ضبط مسن متهم بالاعتداء الجنسي على حفيده الطفل في منطقة شبرا الخيمة، وهو ما أثار حالة من الغضب والاستياء والذهول بين الأهالي بشبرا الخيمة.
وشهدت محافظة القليوبية أيضا واقعة فيديو مختلق عن اختطاف فتاة حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه تعرض فتاة للاختطاف، ليتبين لاحقا أنه مفبرك بهدف جذب المشاهدات، وتم ضبط القائمين على تصويره ونشره في حينها.
وتواصلت وقائع التعرض للفتيات حيث شهدت منطقة الخصوص حادثة بشعة حيث قام سائق توك توك بسحل فتاة في الشارع باستخدام أداة معدنية، وهو ما أحدث ضجة كبيرة عبر منصات التواصل، ودفع الأجهزة الأمنية للتحرك الفوري.
يقول محمود عبد العزيز المحامى ومدير مركز الحرية لحقوق الانسان بالقليوبية، تُظهر هذه الوقائع أنماطا متعددة من العنف ضد الفتيات، بدءًا من التحرش وهتك العرض، ومرورا بالخطف والاعتداء تحت التهديد، وصولا إلى العنف البدني المباشر. وقال ان الضحايا في معظم الحالات كن من الأطفال والمراهقات، وغالبا ما يكون الخطر من محيطهن القريب أو من أشخاص مألوفين.
واشاد عبد العزيز بالتدخل الأمني السريع في عدد من الوقائع، وبالأحكام القضائية المشددة التي صدرت بحق بعض المتهمين.
معقبا بقوله، أن انتشار مثل هذه الجرائم يطرح عده تساؤلات حول الحاجة لمزيد من آليات الوقاية، والتوعية المجتمعية، وتوفير الدعم النفسي للضحايا.
مشيرا الى بعض التحديات والاقتراحات ومنها تعزيز آليات الإبلاغ السريع عن الحوادث، وتوفير دعم نفسي واجتماعي للفتيات المتعرضات لهذه الانتهاكات، وتكثيف الحملات التوعوية داخل المدارس والمجتمعات المحلية وتشديد الرقابة والعقوبات بما يردع المتحرشين والجناة وكذلك توسيع دور المجتمع المدني في تقديم الدعم القانوني للضحايا.
معقبا بقوله أن العام 2025م مثّل جرس إنذار قوي حول خطورة العنف الموجه ضد الفتيات .
ورغم أن القبضة الأمنية والقضائية أثبتت حضورها، إلا أن التحدي الأكبر يبقى في تعزيز ثقافة الوعي والحماية، بما يضمن مستقبلًا أكثر أمانا للفتيات.