جوتيريش: المدنيون يدفعون الثمن في قطاع غزة والسودان وأوكرانيا

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، أن العالم يمر بمنعطف خطير تتداعى فيه ركائز السلام، نتيجة لتصاعد الصراعات وانتهاك المواثيق الدولية والإفلات من العقاب، مشددًا على ضرورة أن يكون السلام هو الخيار الأول وليس الأخير.
وقال جوتيريش أمام جلسة الجمعية العامة: "نريد عالماً يلبي حقوق الجميع ويعكس التنوع الحقيقي للبشرية، لكن الواقع اليوم أن الحروب تشتعل، والدول تنتهك الالتزامات الدولية، والمدنيون يدفعون الثمن، كما نشهد في السودان، حيث يواجه المدنيون مذابح مروعة، وفي أوكرانيا، حيث لا تزال الحرب مستعرة دون أفق واضح للسلام."
وتطرق الأمين العام إلى الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، حيث عبر عن صدمته من حجم الدمار واتساع نطاق القتل الذي "تخطى كل الحدود"، مؤكداً أن الأهوال هناك لا يمكن أن تستمر.
وقال: "كررت مرارًا إدانتي لهجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حركة حماس، لكن ذلك لا يبرر العقاب الجماعي الذي يتعرض له المدنيون في قطاع غزة."
وشدد جوتيريش على أن وقف إطلاق النار في غزة بات ضرورة ملحة، إلى جانب الإفراج الفوري عن جميع الرهائن والمحتجزين.
وأكد دعم الأمم المتحدة الكامل لحل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة كسبيل وحيد لتحقيق السلام الدائم، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لم يلتزم بتدابير محكمة العدل الدولية الخاصة بغزة، وهو ما يعد تقصيراً فادحاً.
وفي ملف حقوق الإنسان، دعا الأمين العام إلى حماية الصحفيين وحرية الرأي والتعبير، وضمان حقوق الإنسان عبر توفير فرص التعليم وتحقيق التنمية الشاملة، موضحًا أن أهداف التنمية المستدامة تمثل خارطة طريق لمستقبل أفضل، لكنها تواجه تحديات تمويلية كبيرة.
التنمية المستدامة
وأضاف: "خفض التمويل المخصص لأهداف التنمية المستدامة هو سرقة لمستقبل الأجيال القادمة. علينا اختيار اقتصاد عالمي يخدم الجميع، ويعزز حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية."
وفيما يتعلق بتغير المناخ والطاقة، أكد جوتيريش أن الاعتماد المستمر على الوقود الحفري هو "رهان خاسر"، مشيرًا إلى أن التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة يمثل فرصة حقيقية لخلق الوظائف وحماية الاقتصاد العالمي.
واختتم كلمته بالدعوة إلى إعادة بناء الثقة في النظام متعدد الأطراف، والتحرك الجماعي لمعالجة التحديات العالمية، من أجل عالم أكثر عدلاً وسلامًا واستدامة.