عاجل

هل يجتمع الرئيس الإيراني بترامب على هامش فعاليات الأمم المتحدة؟

ترامب وبزشكيان
ترامب وبزشكيان

يسعى التيار المعتدل في إيران إلى إقناع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بلقاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في محاولة لخفض الضغوط المتصاعدة على طهران، ومع ذلك، فإن المعارضة الشديدة من قبل التيار المتشدد تجعل فرص حدوث مثل هذا اللقاء ضعيفة للغاية.

ووصفت صحيفة "جافان"، المعروفة بقربها من الحرس الثوري، الفكرة بأنها "قشر موز تحت قدمي بزشكيان"، مذكّرة بأن ترامب نفسه سبق أن مزق الاتفاق النووي الموقع عام 2015، مما يعزز الشكوك حول جدوى أي حوار مباشر معه.

ومنذ القطيعة العميقة التي أعقبت الثورة الإيرانية عام 1979، لم يعقد أي لقاء مباشر بين رئيس أمريكي وآخر إيراني، باستثناء اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني في نيويورك عام 2013.

لكن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان نفى احتمالية لقائه بترامب في نيويورك، مؤكدًا لا يرغب في مقابلة شخص يرغب في إظهار القوة والتسلط والتدمير.

لقاء ترامب وبزشكيان

ويرى الإصلاحيون أن المسألة تتجاوز مجرد إمكانية اللقاء، بل تتعلق بما إذا كان بزشكيان يملك تفويضًا واضحًا من المرشد الإيراني علي خامنئي لاستئناف جهود التفاوض بشأن البرنامج النووي. 

وبدون هذا التفويض، فإن زيارة بزشكيان إلى نيويورك قد تتحول إلى مجرد "رحلة رمزية بلا نتائج"، حيث عبر عن ذلك العديد من الأصوات المعتدلة.

كما صرح عمدة طهران الأسبق، غلام حسين كرباسجي، لصحيفة جماران قائلاً: "إذا كانت الرحلة ستكون مثل العام الماضي أو مثل رحلات الرؤساء السابقين، فمن الأفضل عدم الذهاب"، مضيفًا أن الخطوة الأولى نحو أي تقدم حقيقي تبدأ بالحصول على الصلاحيات اللازمة من القيادة العليا.

خطاب واحد لا يكفي

في هذا السياق، نشرت صحيفة سازانديجي الإصلاحية عنوانًا لافتًا: "خطاب واحد لا يكفي"، داعية الرئيس الإيراني إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة. 

وفي افتتاحيتها، شدد السياسي الوسطي البارز حسين مرعشي على أن "القرارات الشجاعة وحدها قادرة على تجنيب البلاد العقوبات المتجددة".

كذلك، دعا معتدلون مثل أمير إغنائي ومحمد أتريانفر المرشد الأعلى إلى تقديم توجيهات واضحة قبل سفر بزشكيان، محذرين من أن الغموض السياسي سيجعل من المشاركة في الأمم المتحدة مجرد تكرار لكلمات فارغة في اجتماعات روتينية.

أما الكاتب الإصلاحي عباس عبدي، فذهب أبعد من ذلك، حيث كتب في صحيفة اعتماد أنه إذا لم يتم حسم الأمور داخل إيران أولاً، فإن الزيارة ستكون خسارة محضة. 

ووجه تحذيرًا صريحًا بقوله: "عندما تعود، يجب أن نعرف ما إذا كان الشخص الذي ذهب إلى الأمم المتحدة هو بزشكيان ممثلاً للأمة الإيرانية، أم مجرد ظل لخصومه المتشددين يرتدي ملابسه".

من جهتهم، لم يتوانَ المتشددون في شن هجوم مضاد، حيث سخرت صحيفة كيهان، الممولة من مكتب المرشد الأعلى، من اقتراح اللقاء ووصفته بأنه "وصفة طفولية" تعكس الضعف، معتبرة أن الإصلاحيين خاضعون لإرادة الولايات المتحدة إلى درجة أنهم قد يقبلون مقعد ترامب إذا طلب منهم ذلك.

وتتزايد حدة الضغوط مع اقتراب 28 سبتمبر الموعد المتوقع لعودة العقوبات الأممية تلقائيًا في حال عدم تحقيق أي اختراق دبلوماسي في اللحظات الأخيرة، بحسب تقرير لقناة إيران إنترناشونال.

كما  قال الخبير أمير علي أبو الفتح لصحيفة هام ميهان المعتدلة، إنه حتى لو جرى اللقاء بين بزشكيان وترامب، فإن النتيجة المحتملة لن تكون مؤثرة، مشيرًا إلى أن لقاءات ترامب السابقة مع بوتين وكيم جونغ أون لم تغيّر السياسة الأمريكية.

كما حذر الصحفي المتشدد بويان حسين بور من احتمال إذلال بزشكيان، قائلًا إن ترامب قد يتعامل معه كما فعل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مما يجعل اللقاء مجرد لحظة استعراضية دون مضمون.

وبحسب تقرير إيران إنترناشونال، فإن هذه الأجواء تعكس سيناريوهات سابقة شهدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما حاول الرؤساء المعتدلون محمد خاتمي وحسن روحاني انتهاز فرصة المشاركة لتحقيق اختراقات دبلوماسية، لكنهم اصطدموا برفض داخلي قوي، ما أدى إلى النتيجة ذاتها: لا لقاء، واستمرار مسار التصعيد، وترسيخ العقوبات.

تم نسخ الرابط