عاجل

حكم الكذب في الرؤيا.. ماذا قال النبي عن إدعاء رؤية ما لم يحدث؟

حكم الكذب في الرؤى
حكم الكذب في الرؤى والمنامات

يتساءل الكثيرون عن حكم الكذب فى الرؤيا، وهل ورد في الشرع تحذير من الكذب في الرؤى والمنامات وادعاء حصولها ويكون الأمر بخلاف ذلك؟

الكذب في الرؤى والمنامات

وفي بيان حكم الكذب في الرؤيا تقول دار الإفتاء: ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلُمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ» رواه البخاري.

وبينت أن قوله: «تَحَلَّمَ بِحُلُمٍ» تكلف الحلم أو ادعى أنه رأى حلمًا. و«كُلِّفَ»: أي يوم القيامة، وذلك التكليف نوع من العذاب. و«يَعْقِدَ» يوصل. و«لَنْ يَفْعَلَ» لن يقدر على ذلك، وهو كناية عن استمرار العذاب عليه.

كما جاء في حكم الكذب في الرؤيا عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مِنْ أَفْرَى الْفِرَى أَنْ يُرِىيَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ» رواه البخاري. وقوله: «أفْرَى الفِرَى» أشد الكذب وأكذب الكذبات، والفِرَى جمع الفِريَة وهي الكذبة الفادحة التي يُتعجَّب منها. و«يُرِي عَيْنَيْه» يدَّعي أنه رأى رؤيا وهو لم ير شيئًا.

وقد عقد البخاري في "صحيحه": (باب من كذب في حُلمه)، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": [قوله: باب من كذب في حُلمه؛ أي: فهو مذموم أو التقدير: بابُ إِثمِ من كذب في حُلمه، والحُلم -بضم المهملة وسكون اللام- ما يراه النائم.. والمراد بالتكلف نوع من التعذيب.

وأما الكذب على المنام فقال الطبري: إنما اشتد فيه الوعيد مع أنَّ الكذب في اليقظة قد يكون أشدّ مفسدة منه إذ قد تكون شهادة في قتل أو حد أو أخذ مال لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين؛ لقوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ﴾ [هود: 18]، وإنما كان الكذب في المنام كذبًا على الله لحديث: «الرُّؤْيَا جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ»، وما كان من أجزاء النبوة فهو من قبل الله تعالى].

حكم الكذب وإدعاء رؤية النبي

أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، حكم من كذب وأدعي بأنه رأى النبي صل الله عليه وسلم في المنام، منوهًا أن الكذب على النبي يأخذ أشكالًا عدة منها التشكيك الدائم في مصادر الشريعة وحديث النبي: "من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" هو الذي حرك الصحابة رضوان الله عليهم لحفظ السنة خوفا عليها من التحريم.

وقال علي جمعة ، إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا إذا جاء لهم أحد يقول "سمعت رسول الله يقول كذا " يقولون له " أقسم بالله " وكان سيدنا عمر بن الخطاب إذا جاءه أحد يقول سمعت رسول الله يقول فيطلب منه الإتيان بشاهد على ذلك، مضيفًا: التشكيك في الشريعة يجعل الناس في حيرة من أمرهم ويتساءلون أيهما كذب وأيهما صدق فيخلق فتنة كبيرة لذا سارع الصحابة لتوثيق كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وشدد عضو هيئة كبار العلماء إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه حذر من المزاح لإضحاك الناس إذا كان بهذه الطريقة، حيث توعد فاعله بواد في جهنم.

كفارة الكذب في الحلم

ولعل كفارة الكذب في الرؤية شأنها شأن التوبة عمومًا باتباع ما يلي:

  1. الندم: الشعور بالأسف والحسرة على فعل الكذب.
  2. الإقلاع: التوقف عن الكذب في الحلم وعدم تكراره.
  3. العزم على عدم العودة: اتخاذ قرار جاد بعدم الوقوع في هذا الذنب مرة أخرى.
تم نسخ الرابط