الكذب على الرسول من الكبائر.. خالد الجندي يوضح ضوابط نقل الحديث النبوي

أكد خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن جمهور علماء الحديث أجازوا رواية الحديث النبوي "بالمعنى"، بشرط التزام الراوي بضوابط دقيقة أبرزها التنبيه بعبارات مثل: "فيما معناه" أو "أو كما قال صلى الله عليه وسلم"، تجنبًا للوقوع في الكذب على رسول الله.
نقل الحديث النبوي
وقال الجندي، خلال حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة DMC، إن الالتزام بألفاظ الحديث ليس شرطًا أساسيًا لمن لم يحفظ المتن بدقة، لكن يجب التنويه إلى أن ما يُروى هو بالمعنى لا بالنص.
وشدد على أن الكذب على النبي، صلى الله عليه وسلم، من الكبائر، مستشهدًا بحديثه المتواتر: "من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار"، موضحًا أن أي إضافة أو تغيير في الحديث دون بيان يُعد من هذا الباب الخطير.
وأشار الجندي إلى أن دقة رواة الحديث الأوائل كانت استثنائية، إذ كانوا يحرصون على نقل أدق التفاصيل، مثل: "لا أدري أقال واحدة أم ثلاثًا"، تعظيمًا للسنة النبوية وحرصًا على عدم نسبة شيء غير مؤكد إلى النبي الكريم.
شروط نقل الحديث النبوي
وأوضح أن هناك ثلاثة شروط أساسية لجواز رواية الحديث بالمعنى:التنبيه الصريح بأن الحديث يُروى بالمعنى، ألا يترتب على المعنى تغيير في الحكم الشرعي، ألا يُخالف النص الشرعي أو معلومًا من الدين بالضرورة.
وختم الجندي بالتأكيد على أن احترام دقة ألفاظ الحديث هو من مظاهر تعظيم السنة، وهو ما التزمه الصحابة والتابعون، الذين نقلوا أوصاف النبي وسلوكياته بأدق التفاصيل دون اجتهاد.
خطر الاستهانة بالذنوب الصغيرة
وفي سياق آخر، حذّر الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، من خطورة الاستهانة بالذنوب الصغيرة، مؤكدًا أن العديد من الناس يظنون أن المعاصي الصغيرة لا تشكل ضررًا كبيرًا، ويعاملونها كأنها "تفاصيل لا تستحق التوقف عندها". لكن في الحقيقة، النبي محمد صلى الله عليه وسلم حذر من هذا الخطر، وبين أن التعامل مع المعاصي الصغيرة بشكل غير جاد قد يؤدي إلى الهلاك.
وأوضح الشيخ الجندي، خلال مشاركته في برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC"، أن التقليل من شأن المعصية قد يكون أول خطوة نحو الانحدار الروحي والأخلاقي. واستشهد بالحديث الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "أخوف ما أخاف عليكم، ما تحقرون من صغائر أعمالكم"، حيث أن ما يُستهان به من الذنوب قد يكون سببًا للهلاك.