عاجل

بعد التعليقات على مروة الشافعي..أزهري يوضح: السخرية محرمة ولو من معصية |خاص

إبراهيم يوسف
إبراهيم يوسف

صرح الشيخ إبراهيم يوسف، من علماء الأزهر الشريف، تعليقًا على ما تعرضت له الشيف مروة الشافعي من تعليقات وسخرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن الإسلام نهى عن السخرية والتنابز بالألقاب بأي شكل من الأشكال، حتى لو كان بسبب معصية أو خطأ، مشددًا على أن النصيحة يجب أن تكون سرًّا وبأسلوب رحيم، أما العلن فهو فضيحة وإثم على صاحبه.

وأضاف يوسف في تصريحات خاصة لـ" نيوز رووم " أن القرآن الكريم قال: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾، وحذر من الغيبة بقوله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا﴾، كما قال النبي ﷺ: “لا يكون المسلم سبابًا ولا لعانًا”، وقال أيضًا: “وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم”.

وأشار إلى أن أحد الصالحين، الإمام الأعمش رحمه الله، كان إذا قيل له اجتمع الأعمش مع الأعرج قال: “يأثمون ونأخذ حسنات”، مؤكدًا أن كل ما يسبب أذى نفسي أو مادي للناس من سخرية أو تنمر أو استهزاء، فهو مما نهى عنه الإسلام.

وحول ما يتعلق بإنفاق المال، أوضح الشيخ يوسف أن المال الذي تملكه المرأة أو الرجل هو حق خالص لهم، ما داموا يؤدون حق الله فيه من زكاة ونفقة، فلهم أن يستمتعوا به فيما شاءوا من المباحات، ولا يحق لأحد التدخل أو التعليق على اختياراتهم، بل إن ما تشتريه المرأة لدعم عملها أو لتيسير شغلها يعد من صميم حقها المشروع.

وختم يوسف حديثه بالتأكيد على أن احترام الآخرين وصون كرامتهم قيمة إسلامية أصيلة، ومن يتجاوز فيها آثم، ومن صبر واحتسب فله الأجر.

هل التوبة من الغيبة تستلزم إعلام من وقعت عليه؟

أوضحت دار الإفتاء أن الغيبة من كبائر الذنوب، وهي أن يذكر الإنسان أخاه بما يكره في غيبته، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: «الغيبة: ذكرك أخاك بما يكره»، وأن التوبة منها تتطلب أولًا: الندم على ما وقع، والإقلاع عنه، والاستغفار، والعزم على عدم العودة إليه، ثم الدعاء لمن اغتيب وذكر محاسنه في نفس المواطن التي اغتيب فيها.

لكنها بيّنت أنه لا يشترط في التوبة المقبولة أن يُعلم الشخص المغتاب بما قيل عنه، إذا لم يكن قد علم بذلك سابقًا، لأن في إخباره – على الأرجح – إفسادًا للعلاقة وفتحًا لباب العداوة والبغضاء، وهو أمر يخالف مقصد الشريعة في تحقيق التراحم والتآلف بين الناس.

واستدلت الدار بعدد من النصوص الشرعية، منها قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، وقوله ﷺ: «كفارة من اغتبته أن تستغفر له» [رواه البيهقي]. كما استندت إلى قاعدة فقهية معتبرة تقول: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، أي أن تجنب الإضرار بمشاعر الناس أو إفساد العلاقات أولى من تحقيق مصلحة إعلامهم بما لا يعلمون.

ما هي شروط التوبة من الغيبة؟

كما نقلت الدار عن أئمة المذاهب، كقول الحنابلة والحنفية والشافعية في أحد أقوالهم، أن التوبة تُجزئ دون إعلام المغتاب، وهو ما رجحه أيضًا شيخ الإسلام ابن تيمية، وعدد من علماء العصر.

وفي المقابل، أشارت إلى أن بعض المذاهب، كالمالكية، ترى وجوب التحلل ممن وقعت عليه الغيبة، حتى لو لم يعلم بها، ولو بصيغة عامة دون تحديد ما قيل، حرصًا على تطهير الذمة وحقوق العباد.

إلا أن دار الإفتاء شددت على أن الفتوى المختارة هي عدم اشتراط التحلل ولا الإعلام في حالة عدم علم الشخص بالغيبة، مع الالتزام بالدعاء له ومدحه والتوبة النصوح، مؤكدة أن ذلك يحقق مقاصد الشريعة في التوبة والإصلاح، دون أن يُفتح باب فتنة أو إيذاء جديد.

وختمت الفتوى بدعوة عامة إلى التخلق بخلق الستر والصفح، والحرص على صون اللسان، ومراقبة الله في الأقوال والأفعال، فذلك من علامات صدق التوبة وكمال الإيمان.

تم نسخ الرابط