طوفان الاعتراف بفلسطين.. أمل كاذب أم بداية للسلام بين الدولتين؟

قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية، المحلل نزار نزال، أن طوفان الاعتراف بفلسطين سيكون له تأثير سياسي وقانوني كبير، حيث سيعطي فلسطين دفعة قوية في المحافل الدولية ويزيد من عزلة إسرائيل، كما سيسهل انضمامها إلى المنظمات الدولية وتوقيع اتفاقات بصفتها دولة كاملة، ويقوي حجمها أمام المحاكم الدولية دبلوماسيًا، بينما يجرف الصوت النشاز وهي أمريكا.
وأوضح نزال في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن معركة غزة كان لها دور كبير بطوفان الاعتراف بفلسطين، حيث ذهبت النخب السياسية في أوروبا، خاصة بريطانيا، إلى نبرة الشارع، فالحكومات الأوروبية تواجه ضغط شعبي إزاء سياساتهم الخارجية وخاصة مع ملف غزة.
وأكد الباحث في الشؤون الإسرائيلية أن الاعتراف بفلسطين رسالة من الدول الأوروبية إلى أمريكا بأنه آن الأوان لوقف هذه المذبحة بالاعتراف بالحق الفلسطيني بعد مئات الشهداء والجرحى.
سيناريوهات رد نتنياهو على الدول الغربية التي اعترفت بفلسطين
قال نتنياهو، أمس الأحد، ردًا على الاعترافات الغربية فلسطين، إنه "سيأتي الرد على أحدث محاولة لفرض دولة علينا، بعد عودتي من الولايات المتحدة؛ انتظروا"، مشيرا في بيانه إلى أن أي خطوة يتخذها في نهاية المطاف يجب أن تحظى بدعم الإدارة الأمريكية، ووفق التقرير "فهو دعم لم يُمنح بعد".
وذكرت هآرتس" أنه "ربما كان بيان نتنياهو الغامض، الذي أشار إلى أن ردًا عمليًا قادمًا، يهدف إلى إغراق وسائل الإعلام مرة أخرى بأحلام اليمين، بالضم الكامل".
وفي هذا الشأن، قال نزال سيناريو رد نتنياهو سيأخذ مسارين، الأول على الدول المعترفة حديثًا بفلسطين، وأكد أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي لن يكون ندا لبريطانيا أو فرنسا، لذا، فمن المتوقع أن يكون رد نتنياهو محدود على الدول الأوروبية، التي تستطيع اتخاذ إجراءات صارمة بحق إسرائيل.
أما المسار الثاني، سيكون تجاه فلسطين نفسها، فمن الممكن أن يسعى نتنياهو إلى الضفة الغربية أو أجزاء منها، كرد على الاعتراف بفلسطين، وهو ما حذرت منه بريطانيا، اليوم الإثنين، إذ قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفايت كوبر، إنها حذرت إسرائيل من ضم أجزاء من الضفة الغربية ردا على اعتراف المملكة المتحدة بالدولة الفلسطينية.
وعندما سألتها مذيعة "BBC" عما إذا كانت تشعر بالقلق من أن إسرائيل قد تستخدم هذا الإعلان كذريعة لضم أجزاء من الضفة الغربية، قالت كوبر إنها أوضحت لنظيرها الإسرائيلي أنه وحكومته لا ينبغي أن يفعلوا ذلك.
ماذا سيقول نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
قال نزال أن نتنياهو سيتحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة، غدًا الثلاثاء، بخصوص هذا الاعتراف، وسيركز في خطابه على هذا الشأن، ويدين هذه الدول المعترفة بفلسطين، وسيحمل إيران مسئولية كل ما يجري في منطقة الشرق الأوسط.
أضاف الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أن نتنياهو سيتحدث عن الدول التي اعترفت بفلسطين كدولة، وسيقول أن هذا الاعتراف مكافأة لإرهاب حركة حماس وللإرهاب الفلسطيني.
يرى نزال أن خطاب نتنياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سيكون “من أضعف الخطابات أو الكلمات لنتنياهو عبر تاريخه السياسي”، وذلك بعد الدعم العالمي المتسارع لفلسطين، بعدما شهدوا الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وقتلهم للصحيفيين، وضرب قطر الوسيط في إنهاء حرب غزة.
لقاء نتنياهو وترامب
أعلن نتنياهو أنه سيلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد نهاية الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي هذا الشأن، قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية أن حديث نتنياهو مع الرئيس الأمريكي سيتضمن مسارين، أولهما "كيف سيواجه نتنياهو موجة الاعترافات؟"، وأوضح نزال: “ في تقديري، لن يستطيع الرئيس الأمريكي ونتنياهو أن يكون لديهم رد على الاوروبيين”، لافتًا أن أمريكا لا يمكن أن تخسر حلفائها مثل بريطانيا وفرنسا لكسب رضا إسرائيل.
وأضاف نزال: “أمريكا لديها مصالح في أوروبا وفي أستراليا، ورغم أن الولايات المتحدة هي رئة إسرائيل، وإلا أنها لن تضحي بهذه المصالح العالمية من أجلها”.
والمسار الثاني في النقاش الأمريكي الإسرائيلي هو “القضية النووية الإيرانية”، ورجح نزال أن تستنأنف حرب إسرائيل وإيران فور انتهاء لقاء نتنياهو وترامب بأيام.
كيف ستدعم أمريكا نتنياهو بعد وقوف العالم ضده؟
أكد نزال أن أمريكا لن تقف مكتوفة الأيدي، ولن تترك نتنياهو وحده أمام الطوفان العالمي ضده، وأوضح أنها من الممكن أن تتأخذ إجراءات مثل الموافقة على إعلان سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، ودعم إسرائيل فيما يتعلق بموضوع الاجراءات التي ستتخذها الحكومة الاسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية.