واجب أم مستحب.. ما حكم دعاء القنوت في صلاة الصبح؟ لهذا السبب ردده الآن

ما حكم دعاء القنوت في صلاة الصبح؟، سؤال يكثر البحث عنه ونرصد بيانه في المذاهب الأربعة، وهل يدخل في إطار الوجوب أم الاستحباب.
دعاء القنوت في صلاة الصبح
تقول الدكتورة فتحية الحنفي الأستاذ بجامعة الأزهر: اختلف أهل العلم في حكم دعاء القنوت وقت صلاة الصبح فمنهم من قال أنه سنة مستحبة عند المالكية بينما يري الإمام الشافعي بوجوبه، ومنهم من قيده بوقت النوازل والشدائد، فعند المالكية والشافعية أن القنوت وقت صلاة الصبح مشروع ، وقد استدلوا علي ذلك بحديث أنس رضي الله عنه قال" ان النبي ﷺ مازال يقنت في الصبح حتى فارق الحياة".
أما الحنفية والحنابلة فقالوا باللجوء إلى الدعاء وقت النوازل والشدائد، محتجين في ذلك بأن النبي ﷺ كان يقنت في أوقات معينة ويتركه في أوقات أخري ، أو كان يفعل ذلك وقت الشدائد ، فهؤلاء يقولون بعدم مشروعيته إلا في وقت الشدائد .
وبينت أنه للجمع بين أقوال العلماء أن القنوت جائز ومشروع إلا أن هناك من جعله علي اطلاقه ، ومنهم من خصه بوقت الشدائد، ونحن في يومنا هذا في أشد الحاجة إلي التقرب إلي الله عزوجل بالدعاء في كل وقت وحين ،وولكن أقرب ما يكون القبول هو وقت الفجر، لفضيلة هذا الوقت، وأن ندعو ما نشاء بكل ما خطر علي بالنا وأفضل الدعاء قوله تعالي" ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "
ومع كون القنوت يري الإمام الشافعي رحمه الله وجوبه ومن تركه يسجد للسهو إلا أنه تركه في الفجر عند زيارته لمسجد الإمام أبي حنيفة في العراق ، ولما سئل عن ذلك، أجاب الشافعي رحمه الله تركته احترامًا لصاحب هذا القبر، لأنه كان يكره القنوت وقيده بوقت النوازل.
دعاء القنوت في صلاة الفجر
بينما تقول دار الإفتاء في بيانها حكم دعاء القنوت، إن القُنُوتُ في صلاة الفجر سُنَّةٌ نبويةٌ ماضيةٌ قال بها أكثرُ السلف الصالح مِن الصحابة والتابعين فَمَن بعدهم مِن علماء الأمصار؛ وقد اتفق الفقهاء على مشروعيته في الفجر في النوازل، وذهب كثير منهم إلى استحبابه في غير النوازل أيضًا؛ فلم يَزَل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَقنُتُ حتى فارَقَ الدُّنيا. ومثل هذه المسألة لا ينبغي أن تكون مثار فُرقةٍ بين الناس؛ لأنه "لا يُنكَر المختلف فيه"، ولأنه "لا يُنقَض الاجتهاد بالاجتهاد".
ومَنْ قَنَتَ في صلاة الفجر فقد قلَّد مذهب أحد الأئمة المجتهدين المتبوعين الذين أُمرنا باتِّباعهم في قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
وأضافت: إن الاعتراضَ على قنوت صلاة الفجر بحجة أنه غير صحيحٍ اعتراضٌ غير صحيح، واتهام القائل به بعدم فهمِ النصوص أو بالجهلِ هو في الحقيقة سوءُ أدبٍ مع السلف الصالح القائلين به، وإذا أخذ المسلم بقول مَن قَصَر القنوت على النوازل فقط فليس له أن يُبَدِّع غيره مِمَّن يقنت في الفجر على كل حال، ولذلك فعندما ارتضى العلَّامة ابن القيم الحنبلي القولَ بِقَصْرِ القنوت على النوازل فقط وَصَفَ القائلين بذلك بأنهم لا يُنكِرون على مَن داوم عليه، ولا يَكرَهون فعلَه، ولا يَرَوْنه بدعةً، ولا فاعلَه مخالفًا لِلسُّنَّة، كما لا يُنكِرون على مَن أنكره عند النوازل، ولا يرون تَركَه بدعة، ولا تاركَه مخالفًا لِلسُّنَّة، بل مَن قَنَتَ فقد أحسن، ومَن تَرَكَه فقد أحسن.
دعاء القنوت اللهم اهدنا فيمن هديت
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك.