عاجل

ما حكم إقامة النصب التذكاري للشهداء والجندي المجهول؟.. الإفتاء تجيب

النصب التذكاري للشهداء
النصب التذكاري للشهداء

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإسلام كرّم المجاهدين وأشاد بمنزلتهم العظمى في الدنيا والآخرة، موضحة أن الجهاد شُرع ابتداءً للدفاع عن العقيدة وصيانة الإسلام من أعدائه، والعمل على نشره بالحق والعدل.

ما حكم إقامة النصب التذكاري للشهداء والجندي المجهول؟

وأشارت الدار إلى أن القرآن الكريم أوضح مكانة الشهداء وما لهم من فضل عند الله تعالى، مستشهدة بقوله سبحانه: ﴿وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ﴾ [الحديد: 19]، وقوله: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمۡوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۞ فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [آل عمران: 169-170]، وهو ما يعكس علوّ مكانتهم ودوام جزائهم في دار الآخرة.

وبيّنت الدار أن إقامة النُّصب التذكارية أو ما يُعرف بنُصب الجندي المجهول لم يكن من السنن أو المظاهر التي عرفها المسلمون الأوائل، حيث انصبّ اهتمامهم على تكريم الشهداء في الآخرة وبيان منزلتهم عند الله تعالى دون التوقف عند المظاهر الشكلية.

وأوضحت أن ما تقوم به بعض الدول اليوم من إنشاء نصب تذكارية لشهدائها لا يُعدّ بدعةً محرّمة أو خروجًا عن أحكام الشريعة، وإنما يدخل في إطار التعبير عن الامتنان والعرفان لدماء المقاتلين وتضحياتهم، وتحفيز الأجيال الجديدة على حمل رسالة الدفاع عن الأوطان.

وأكدت دار الإفتاء أن هذه المظاهر ليست مقصودة لذاتها، وإنما هي مجرد رموز دنيوية للتكريم، بينما التكريم الحقيقي للشهداء قد تكفّل الله به في الآخرة، فهي دار القرار التي ينال فيها الشهيد أجره الكامل وجزاءه العظيم.

واختتمت الدار فتواها بالتنويه إلى أن تكريم الشهداء في الإسلام لا يتعارض مع إقامة مثل هذه الرموز الوطنية، شريطة ألا يُقترن بها ما يخالف أحكام الشريعة من مظاهر شركية أو ممارسات غير مشروعة، داعيةً إلى الجمع بين التقدير الدنيوي للشهداء والتسليم بأن منزلتهم العظمى محفوظة عند الله تعالى.

تم نسخ الرابط