عاجل

سعيد أبورحمة: الاعتراف يعزز قدرة فلسطين التحرك في المحاكم الدولية ضد إسرائيل

د. سعيد أبو رحمة
د. سعيد أبو رحمة

قال الدكتور سعيد أبورحمة، المحلل السياسي الفلسطيني، إن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، كما في حالة الاعتراف البريطاني مؤخرًا، يمثل تحولًا سياسيًا ودبلوماسيًا كبيرًا يحمل في طياته إنجازات مهمة، لكنه في الوقت ذاته لا يخلو من تحديات معقّدة على المستويين الفلسطيني والدولي.

وأوضح الدكتور سعيد أبو رحمة في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن هذا الاعتراف يرسخ الوجود السياسي والقانوني لدولة فلسطين على الخارطة الدولية، ويعطي زخمًا للمطالب الفلسطينية في المنابر الأممية والمحاكم الدولية، مضيفًا أن اعتراف دول كبرى يوجه رسالة واضحة بأن التواطؤ أو الصمت الدولي إزاء ممارسات الاحتلال لم يعد مقبولًا، خاصة في ظل جرائم الحرب والإبادة التي تُرتكب في غزة.

وأكد أن هذا الاعتراف يعزز قدرة فلسطين على المضي قدمًا في المحاكم الدولية ضد الانتهاكات الإسرائيلية، كما يقوي موقفها في مؤسسات مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية"، مشيرًا إلى أنه يمكن أن يفضي إلى فتح بعثات دبلوماسية وسفارات، وتوقيع اتفاقات تجارية وتنموية تدعم الاقتصاد الفلسطيني المتأزم.

الاعتراف بدولة فلسطين

وشدد أبو رحمة على أن مثل هذه الخطوات تشجع دولًا أخرى في أوروبا والعالم لاتخاذ خطوات مشابهة، ما يخلق كتلة اعتراف متنامية تؤثر على موازين التفاوض مستقبلًا.

ورغم أهمية هذه الاعترافات، أشار الدكتور سعيد أبو رحمة إلى أن فلسطين تبقى تحت احتلال فعلي، والمستوطنات تتوسع، وقطاع غزة يُدمّر، مما يعني أن الاعتراف لا يغير من معاناة الفلسطينيين اليومية بشكل فوري.

وأضاف أن استمرار الانقسام بين الضفة وغزة يُضعف من استثمار هذه الاعترافات بالشكل الأمثل"، محذرًا من أن "إسرائيل قد تتخذ خطوات انتقامية مثل وقف التنسيق الأمني، أو تصعيد عسكري، أو فرض حصار مالي على السلطة الفلسطينية.

كما لفت إلى أن عدم التحاق الولايات المتحدة بهذا المسار يجعل أي اعترافات أوروبية محدودة التأثير سياسيًا، خاصة في ما يتعلق بإجبار إسرائيل على القبول بحل الدولتين، معتبرًا أن في بعض الحالات، قد يستخدم الاعتراف كمجرد ورقة سياسية دون التزام فعلي بالتبعات مثل دعم الحل العادل، عودة اللاجئين، ووقف الاستيطان.

وختم الدكتور أبو رحمة بالقول: "الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يعد من أبرز المكاسب السياسية في العقود الأخيرة، لكنه ليس نهاية الطريق بل بدايته، حيث إن إنجازات دبلوماسية ملموسة وتحديات ميدانية وسياسية معقدة، تبقى المعركة الحقيقية في القدرة على تحويل هذا الاعتراف إلى واقع على الأرض، يصون حقوق الفلسطينيين، ويوقف آلة الحرب، ويفتح أفقًا لحل سياسي عادل وشامل."

تم نسخ الرابط