عالم أزهري: الإسلام منهج الوسطية بين الاعتدال والمتوازن (فيديو)
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن الإسلام دين يقوم على مبدأ الوسطية والاعتدال في كافة شؤون الحياة، وعلى رأسها الإنفاق؛ جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة برنامج "ولا تفسدوا"، المذاع على قناة الناس، حيث شدد على أن الله تعالى أمر أمة الإسلام بالاعتدال في التعاملات المالية، محذرًا من خطر الانحراف نحو البخل أو التبذير.
أوضح الدكتور الهدهد أن القرآن الكريم استخدم تشبيهات مؤثرة للتعبير عن خطورة البخل والإفراط في الإنفاق، مستشهدًا بقول الله تعالى: "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا".
البخل والتبذير
وبيّن أن البخيل يشبه من قيدت يداه إلى عنقه، فلا يستطيع الإنفاق أو تقديم المساعدة للآخرين، بينما صور الله تعالى المبذر وكأنه يمد يده بلا حدود حتى لا يبقى فيها شيء، ما يؤدي إلى الندم والخسارة.
وأشار الهدهد إلى الأثر السلبي لكل من البخل والتبذير على مستوى الأسرة والمجتمع. فالبخل يؤدي إلى التفكك الأسري وخلق بيئة من الكراهية وعدم التعاون بين أفراد العائلة، بينما يؤدي التبذير إلى تبديد الموارد المالية، ما يضع صاحبه في موقف الحاجة والندم.
وأوضح أن النبي ﷺ حذّر من الشحّ، وهو ليس مجرد الامتناع عن الإنفاق، بل يشمل الرغبة في منع الآخرين من بذل المال أو المساعدة.
الالتزام بالمنهج الإسلامي
وشدد الدكتور الهدهد على أهمية الالتزام بتعاليم الإسلام في إدارة المال، لتحقيق التوازن والاستقرار في الحياة وأكد أن تطبيق المنهج الإسلامي في الإنفاق يعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات، حيث يضمن حياة متوازنة قائمة على العدل والاعتدال، بعيدًا عن التطرف المالي في كلا الاتجاهين.
ودعا الهدهد إلى تدبر تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية فيما يخص إدارة المال والإنفاق، معتبرًا أن هذا التدبر يضمن تحقيق السعادة والرضا في الدنيا والآخرة. كما سأل الله أن يرزق المسلمين الاعتدال في أمورهم كافة، كي يعيشوا حياة متوازنة قائمة على الرضا والقناعة.
دعوة للتدبر والاعتدال
من خلال هذا الطرح، يتضح أن الإسلام يدعو إلى الاستقامة المالية، ويرسخ منهجًا متوازنًا يتجنب الإفراط والتفريط، ما يساهم في بناء مجتمع مستقر تسوده المحبة والتعاون، بعيدًا عن مشكلات البخل أو التبذير، التي تهدد أمن الأفراد والمجتمعات على حد سواء.
