حاتم صابر: الخطاب الديني المزيف والتسمية التوراتية أدوات لتبرير سياسات عسكرية

قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي والحرب المعلوماتية، إن اختيار أسماء عمليات عسكرية ذات دلالات توراتية، واستثمار الخطاب الديني المتطرف، يمثلان أداة منظَّمة لتبرير سياسات عسكرية وسياسية تهدف إلى تغيير الواقع على الأرض، مضيفا أن هذه الخطابات المزيفة تُستخدم لتغطية أهداف استراتيجية، منها تفريغ مناطق محددة وإضعاف الأطر الوطنية الفلسطينية.
موجات العنف ومحاولات ضرب البنية الاجتماعية
وأضاف صابر، خلال حواره مع الإعلامية لبنى عسل في برنامج «الحياة اليوم» على قناة «الحياة»، أن موجات العنف ومحاولات ضرب البنية الاجتماعية والسياسية تترافق مع سياسات أمنية معلنة تحت شعارات مكافحة الإرهاب، لكنها عمليًا تساهم في تفريغ أراضٍ استراتيجية مثل مثلث رفح والشيخ زويد والعريش، ما يهيئ الأرض لتغييرات ديموغرافية وسياسية.
محاولات إسقاط الدولة جزء من مشهد طويل شهدته المنطقة
وأشار إلى أن محاولات إسقاط الدولة عبر تحريك مجموعات داخلية أو دعم حركات معينة جزء من مشهد طويل شهدته المنطقة منذ ثورات 25 يناير، محذرًا من أن فشل المواجهة المعرفية والدينية والسياسية يمنح المجال لتنفيذ مثل هذه المخططات.
وفي سياق أخر، وصف العقيد حاتم صابر، الخبير في مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، هذه التصريحات بأنها "مناورة سياسية" أكثر من كونها تعبيرًا عن تحول استراتيجي حقيقي في سياسة واشنطن، موضحًا أن الهدف من هذه التصريحات هو مغازلة بعض الحلفاء الإقليميين، في ظل توازنات سياسية معقدة تشهدها المنطقة.
طرح قديم بوجه جديد
أكد حاتم صابر، خلال مداخلة هاتفية في برنامج اليوم المذاع على قناة "دي إم سي"، أن فكرة تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية ليست جديدة، بل تعكس تصعيدًا في خطاب الحزب الجمهوري تجاه ما وصفه بـ"الإسلام السياسي بوجه عام". وأشار إلى أن هذا التوجه يتناقض مع سياسات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والديمقراطيين، الذين يتهمهم الجمهوريون بـ"التساهل" مع التنظيمات الإسلامية.
وأوضح حاتم صابر أن الجمهوريين لطالما استخدموا ورقة الإخوان في سياقات انتخابية أو سياسية لكسب دعم بعض القوى في الشرق الأوسط، في حين يتعامل الديمقراطيون معها بمرونة أكبر، ما يجعل الموقف الأمريكي متذبذبًا وغير موحد.