موعد كسوف الشمس الجزئي 2025 وخريطة بأماكن رؤيتها ومدة الظاهرة.. هل تشاهده مصر؟

يترقب ملايين المهتمين بالظواهر الفلكية حول العالم موعد كسوف الشمس الجزئي 2025، مع اقتراب واحدة من أبرز الأحداث التي تشهدها السماء خلال العام الجديد، ومع تزايد البحث حول توقيت الظاهرة والمناطق التي ستكون على موعد مع مشاهدتها، تبرز التساؤلات حول مدى إمكانية رؤية الكسوف من مصر والدول العربية، خاصة في ظل التغطية الواسعة التي ستحظى بها هذه الظاهرة على المستوى العالمي.
وفي هذا التقرير، نستعرض معكم متابعي وقراء موقعنا الإخباري «نيوز رروم»، التفاصيل الكاملة حول موعد كسوف الشمس الجزئي 2025 وخريطة بأماكن رؤيتها ومدة الظاهرة، بالإضافة إلى إجابة واضحة على تساؤل «هل تشاهد مصر والسعودية هذا الحدث الفلكي النادر؟».
موعد كسوف الشمس الجزئي 2025 وخريطة بأماكن رؤيتها ومدة الظاهرة.. هل تشاهده مصر؟
يستعد العالم لمتابعة آخر ظواهر كسوف الشمس في العام 2025، حيث يشهد يوم الأحد 21 سبتمبر كسوفًا جزئيًا يستمر أكثر من أربع ساعات، ليُعد من أبرز الأحداث الفلكية التي تجذب اهتمام الباحثين وعشاق الظواهر الكونية على حد سواء، هذه الظاهرة النادرة تتيح فرصة فريدة لمراقبة مشهد سماوي استثنائي يذكرنا بدقة حركة الأجرام السماوية وعلاقتها بالأرض.

ويتأهب العالم لمراقبة واحدة من الظواهر الفلكية البارزة خلال عام 2025، حيث يشهد يوم الأحد الموافق 21 سبتمبر كسوفًا جزئيًا للشمس يستمر لأكثر من 4 ساعات متواصلة، ويعد هذا الحدث الكوني اللافت فرصة نادرة لمحبي الفلك لمتابعة مشهد سماوي مهيب يعكس تناغم حركة الشمس والقمر مع كوكب الأرض، في لحظة تُمثّل ذروة الجمال والدقة في النظام الكوني.
موعد كسوف الشمس الجزئي 2025 وذروة الظاهرة
وتشير التقديرات الفلكية إلى أن الكسوف الجزئي للشمس سيبدأ ليل السبت 21 سبتمبر 2025، في تمام الساعة 10:59 مساءً بتوقيت الهند، وتصل الظاهرة إلى ذروتها مع حلول الساعة 1:11 بعد منتصف الليل، قبل أن تنتهي كليًا في الساعة 3:23 صباحًا من يوم 22 سبتمبر، لتستمر مراحل الكسوف لأكثر من 4 ساعات متتالية.
وبهذا يمتد الكسوف الجزئي لما يقارب 4 ساعات و24 دقيقة، ويتمكن خلالها القمر من حجب ما يصل إلى 86% من قرص الشمس في بعض المواقع، ما يمنح المشاهدين فرصة لمتابعة مشهد فلكي لافت، رغم أنه لا يصل إلى مرحلة الكسوف الكلي.

خريطة بأماكن رؤية كسوف الشمس الجزئي 2025
وبحسب الحسابات الفلكية الدقيقة، يبدأ هذا الكسوف الجزئي يوم 21 سبتمبر 2025 في تمام الساعة 10:59 مساءً بتوقيت القاهرة، ويستمر حتى الساعات الأولى من يوم 22 سبتمبر، بمدة إجمالية تقترب من 4 ساعات و24 دقيقة، وهي فترة تعد أطول من المعتاد لمثل هذا النوع من الكسوف، ما يمنح المهتمين بالفلك فرصة مثالية للرصد والمتابعة الدقيقة، وسيكون بإمكان عدد من المناطق حول العالم متابعة كسوف الشمس الجزئي، ومن أبرز هذه المناطق:-
- أجزاء واسعة من القارة القطبية الجنوبية.
- مناطق مختلفة في أستراليا.
- مناطق في المحيط الهادئ.
- مناطق متفرقة في المحيط الأطلسي.
- بعض المناطق في أمريكا الجنوبية.
هل يمكن مشاهدة كسوف الشمس في مصر والدول العربية؟
وتشير الخرائط الفلكية الحديثة إلى أن سماء مصر ومعظم الدول العربية لن تشهد كسوف الشمس الجزئي لعام 2025، إذ لا يمر مسار الظاهرة فوق هذه المناطق، مع ذلك، يمكن للمهتمين متابعة تفاصيل الكسوف ومشاهدته عبر البث المباشر الذي توفره بعض المراصد الفلكية العالمية، مما يتيح للجمهور في جميع أنحاء العالم فرصة الاستمتاع بهذا الحدث الفريد عن بُعد.
طرق مشاهدة كسوف الشمس الجزئي 2025
ويعد استخدام نظارات مخصصة للكسوف هو الخيار الأكثر أمانًا لمتابعة هذه الظاهرة الفلكية، حيث تتميز هذه النظارات بعدسات مزودة بفلاتر تحجب الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء التي قد تلحق الضرر بالعين، وينصح دومًا باقتناء نظارات تحمل اعتمادًا رسميًا بمعيار ISO 12312-2:2015 لضمان الحماية الكاملة أثناء المشاهدة.

أما لمن يفضل المتابعة الرقمية، فتُتيح وكالات الفضاء العالمية، وفي مقدمتها ناسا، تغطية مباشرة للحدث من خلال قنواتها الرسمية على يوتيوب، ما يمنح المشاهدين فرصة للاستمتاع بالمشهد لحظة بلحظة من أي مكان في العالم.
لما لا ترى مصر والسعودية الكسوف الجزئي للشمس 2025؟
التفاوت في رؤية الكسوف من موقع لآخر أمر طبيعي تمامًا على كوكب كروي يدور، حيث ينتج عن حركة الأجرام السماوية ظل مركزي ضيق لا يغطي الأرض بأكملها، أما في فرضية الأرض المسطحة، فلا يمكن تقديم تفسير هندسي منطقي لهذا التباين، وهو ما يُسقطها علميًا.
وجميع ظواهر الكسوف الشمسي تحدث بدقة عندما يكون القمر في وضع الاقتران بين الأرض والشمس، وهي حالة فلكية معروفة ومتكررة، تحسب بدقة من خلال نماذج رياضية مثبتة بالتجربة، ولا علاقة لها بأي "جسم مجهول" أو مفاهيم غير علمية، فهل سبق أن تمكن نموذج لأرض مسطحة من التنبؤ بموعد كسوف أو خسوف بدقة؟ الإجابة الواضحة: لا.
من الناحية العلمية، تسجّل ظواهر الكسوف بدقة من قِبل وكالات الفضاء الدولية، إلى جانب الجمعيات الفلكية، والمراصد، ومجموعات الهواة المنتشرة حول العالم، حيث يتم توثيق الحدث لحظة بلحظة عبر الصور والفيديو والبث المباشر، ومع هذا الكم الهائل من الرصد المتزامن، يصبح من غير المنطقي تمامًا افتراض أن كل هؤلاء المشاركين في الرصد متفقون على "تضليل" العالم، ففكرة وجود مؤامرة عالمية بهذا الحجم ليست سوى خيال يتجاهل الواقع العلمي والأدلة الملموسة.

الهدف من مناقشة هذه الظواهر ليس السخرية من أصحاب النظريات غير العلمية، بل حماية المنهج العلمي نفسه، الذي يعتمد على الرصد والتحقق والتكرار، الاعتقاد الخاطئ في مفاهيم مثل "الأرض المسطحة" لا يسبب ضررًا شخصيًا فحسب، بل يُضعف الوعي العلمي ويستهلك طاقات يمكن توجيهها نحو الفهم الحقيقي لآلية عمل الكون.
كسوف الشمس، كظاهرة فلكية، تحكمه قوانين هندسية دقيقة، يمكن التنبؤ بها قبل وقوعها بسنوات، بل وحتى تحديد توقيت بدايتها ونهايتها بدقة الثواني في كل مدينة حول العالم، وتفاوت شكل الكسوف من مكان لآخر ليس مصادفة، بل نتيجة طبيعية لحركة القمر حول الأرض، وتوزيع الظل على سطح كروي.
فكرة "الأرض المسطحة" تسقط أمام أبسط اختبار علمي، فإذا طلب من أحد مؤيديها تحديد توقيت ذروة الكسوف الجزئي في مدينة ما يوم 21 سبتمبر 2025، فستكون النتيجة حتمًا إحدى ثلاث:
- إما أنه يعجز عن الحساب، مما يكشف أن طرحه غير مبني على أي نموذج علمي.
- أو يعطي وقتًا خاطئًا، ويمكن لأي شخص التحقق من صحته باستخدام التطبيقات الفلكية المتاحة مجانًا.
- أو يلجأ إلى نفس البيانات الرسمية والعلمية التي يعتمد عليها علماء الفلك، وفي هذه الحالة يكون قد اعترف ضمنًا بصحة النموذج القائم على كروية الأرض وحركة القمر، حتى وإن أنكر ذلك لفظيًا.
باختصار، الكسوف ليس مجرد حدث بصري، بل اختبار حي لصدق النظريات الفلكية، ودليل إضافي على أن العلم لا يقوم على آراء، بل على حقائق قابلة للقياس والتكرار.