أفكر في صديق فأجده يتصل بي فهل هذه كرامة ربانية؟.. أمين الفتوى يوضح

أفكر في صديق فأجده يتصل بي فهل هذه كرامة؟، من الأمور التي يبحث الكثيرون عن فهمها، وهل ما يحدث يدخل ضمن الكرامات الربانية على غرار ما حدث في قصة عمر وسارية.
أفكر في صديق فأجده يتصل بي فهل هذه كرامة؟
يقول الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء تحت عنوان "قراءة الأفكار"... بين الكرامة الربانية وأسرار العلم الحديث: قد تجلس في وقتٍ تُفَكِّر في صديقٍ مثلًا فإذا بهاتفه يرن على شاشتك في اللحظة ذاتها!!! هذا ما يُعْرَف بـ"التخاطر الذهني"، والذي يحاول العلم الحديث فك شفرة هذه الظاهرة.
بينما عند علماء الشريعة فالأمر أكثر دقة، حيث يُفرِّق العلماء بين "الإلهام الرباني" أو ما يُعرف بـ "الفراسة الصادقة" التي قد تقع لبعض الصالحين ككرامة، وبين ادعاء علم الغيب أو الاستعانة بقوى خفية، والذي يعد من الكبائر؛ ﴿قُلْ لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [النمل: 65].
وتابع: لعل مما يستشهد به في هذا السياق حادثة نداء عمر بن الخطاب لـ "سارية" وهو على بعد آلاف الأميال، فقد وَجَّه سيدنا عمرَ بن الخَطَّاب جيشًا ورأَّسَ عليهم رجلًا يقال له "سارية"، يقول ابن عمر: فبينما عمرُ يخطبُ، فجعل يُنادي: يا ساريةُ الجبلَ، يا ساريةُ الجبلَ "ثلاثًا"، ثم قَدِم رسولُ الجيشِ فسألَه عمرُ؟ فقال: يا أميرَ المؤمنين! هُزِمْنَا، فبينما نحنُ كذلك إذ سمعنا مناديًا: يا ساريةُ الجبلَ "ثلاثًا"، فأسنَدْنا ظُهورنا بالجبلِ، فهزمَهُمُ اللهُ. قال: فقيل لعمرَ: إنك كنتَ تصيحُ بذلكَ.
فبينما يَسْعَى العلم الحديث لكشف أسرار العقل، اسعَ أنت لكسب صفاء رُوحِك وقَلبِك... فربما يأتيك هذا الصفاء بالإلهام الصادق.
الملائكة لا تتصرف من تلقاء نفسها
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن حب الله لعباده هو من أعظم الكرامات التي ينالها الإنسان في الدنيا، موضحًا أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم "إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل.." يحمل دلالات عظيمة حول كيفية نشر محبة العبد في السماء والأرض.
وخلال حلقة جديدة من برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر قناة DMC، أشار الشيخ الجندي إلى أن الملائكة لا تتصرف من تلقاء نفسها، بل إن أفعالها جميعًا لا تكون إلا بأمر الله تعالى، مستشهدا بقول الله سبحانه: "وما نتنزل إلا بأمر ربك"، مؤكدًا أن هذا المعنى يتضح بجلاء في حديث النبي الشريف.
وأوضح أن القبول في الأرض الذي يناله العبد هو ثمرة محبته في السماء، مبينًا أن محبة الناس الصالحين للإنسان قد تكون علامة على رضا الله عنه، مستشهدًا بكلام النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل..".
ونوه الشيخ الجندي إلى أن حب الناس للعبد لا يُعد دليلاً على صلاحه ما لم يكن محبوبًا لدى أهل الطاعة والخير، مضيفًا أن محبة الفسقة وأهل الباطل لا ينبغي أن تكون مصدر فخر أو اعتزاز، بل قد تكون نذير خطر.
وفي سياق الحلقة، تطرق الشيخ الجندي إلى قيمة الحب في الله، موضحًا أن من أعظم القربات أن يتحاب المؤمنون في الله، وأن يجتمعوا على طاعته، ويفترقوا عليها.