عاجل

الوسوسة ليست سحرًا غيبيا

هم الرؤساء والإعلاميون.. باحث سوري يثير الجدل حول «الذي يوسوس في صدور الناس»

الباحث السوري
الباحث السوري

من الذي يوسوس في صدور الناس؟،  سؤال أثارت به منصة مجتمع الجدل بعد حديثها عن «بنو إسرائيل» والتي اعتبرتهم الجنس البشري جمعاء والمسلمون الحاليون وأن تمكينهم الإلهي في الأرض يعني كامل الأرض دون فلسطين كما هو شائع في الفكر اليهودي.

من الذي يوسوس في صدور الناس؟

التفسير الحديث لسورة الناس كما يذهب الكاتب والباحث السوري سامر إسلامبولي، يوضح أن الوسوسة ليست سحرًا غيبيا، بل فعلًا اجتماعيًا قد يمارسه مفكرون أو إعلام أو جماعات ضغط عبر الأفكار والوعي.

وقال إنه بسبب المفهوم الشبحي فُهِمَ أن الصدر هو القفص الصدري وأن الشيطان الكائن الجني الشبحي يوسوس له وترك المفهوم الحقيقي، فصدر الشيء أعلاه وصدر الإنسان هو جبهته أي عقله.

وتابع:  «كمان صدور الناس هم الرؤساء، المفكرين، رجال الأعمال، سياسيين، وسائل الإعلام وهم فئة معينة من المجتمع تقوم بالوسوسة في صدورهم تنقل لهم أخبارًا معينة، حتى تستخلص منهم قرارات معينة تضر المجتمع».

وبين أن النفاثات في العقد هم وسائل الإعلام فالعقدة هنا ليست عقدة الحبل، بل العقود كعقد العمل، عقد الزواج، وهنا العلاقات الاجتماعية والإعلامية والفكرية، بأن تقوم الفئات السالفة الذكر ببث ما يخدمها.

وحول طريق مواجهة هذه الوسوسة فأشار إلى ضرورة إيجاد مؤسسة تقوم على الوعي ونشر الأخبار الحقيقية.

سورة الناس مكتوبة كاملة بالتشكيل 

بسم الله الرحمن الرحيم:  «قُل أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ (1) مَلِكِ ٱلنَّاسِ (2) إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ (3) مِن شَرِّ ٱلوَسوَاسِ ٱلخَنَّاسِ (4) ٱلَّذِي يُوَسوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ (5) مِنَ ٱلجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ (6)». 

قل أعوذ برب الناس

سورة الناس مثل (الفلق) لأنها إحدى المعوذتين. وروى الترمذي عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لقد أنزل الله علي آيات لم ير مثلهن: قل أعوذ برب الناس إلى آخر السورة و قل أعوذ برب الفلق إلى آخر السورة ". وقال : هذا حديث حسن صحيح . ورواه مسلم .

وقوله تعالى: قل أعوذ برب الناس أي مالكهم ومصلح أمورهم- حسبما ذكر القرطبي في تفسيره. وإنما ذكر أنه رب الناس، وإن كان ربا لجميع الخلق لأمرين: أحدهما : لأن الناس معظمون؛ فأعلم بذكرهم أنه رب لهم وإن عظموا. الثاني: لأنه أمر بالاستعاذة من شرهم، فأعلم بذكرهم أنه هو الذي يعيذ منهم .

تفسير القرطبي لقوله تعالى:«الذي يوسوس في صدور الناس» 

قال مقاتل: إن الشيطان في صورة خنزير، يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، سلطه الله على ذلك ؛ فذلك قوله تعالى: الذي يوسوس في صدور الناس . وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . وهذا يصحح ما قاله مقاتل . وروى شهر بن حوشب عن أبي ثعلبة الخشني قال: سألت الله أن يريني الشيطان ومكانه من ابن آدم فرأيته، يداه في يديه، ورجلاه في رجليه، ومشاعبه في جسده ؛ غير أن له خطما كخطم الكلب ، فإذا ذكر الله خنس ونكس ، وإذا سكت عن ذكر الله أخذ بقلبه . فعلى ما وصف أبو ثعلبة أنه متشعب في الجسد ؛ أي في كل عضو منه شعبة . وروي عن عبد الرحمن بن الأسود أو غيره من التابعين أنه قال - وقد كبر سنه - : ما أمنت الزنى وما يؤمنني أن يدخل الشيطان ذكره فيوتده! فهذا القول ينبئك أنه متشعب في الجسد، وهذا معنى قول مقاتل. ووسوسته: هو الدعاء لطاعته بكلام خفي، يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع صوت .

تم نسخ الرابط